السؤال رقم (4402) : هل من مآخذ عليّ في هذا الكلام ؟
نص الفتوى : السلام عليكم ورحمة الله درست في الجامعة الإسلامية بالمدينة، وأنا الآن أقوم بالدعوة في فرنسا، وكتبت مقالاً باللغة الفرنسية، وهذه ترجمته: (يقولون – أي بعض السياسيين الفرنسيين -: “نريد إسلاماً يراعي قوانين الجمهورية”. نقول: “نحن نراعيها، لكن نريد جمهورية تراعي قوانين الإسلام”.) انتهى. والكلمة التي استخدمتها هي كلمة (respecter)، وتأتي هذه الكلمة في اللغة الفرنسية بعدة معانٍ، منها: -الاحترام -الالتزام بالشيء -الأخذ بعين الاعتبار -المراعاة وغير ذلك حسب السياق. فانتقدني البعض قائلين: (من يحترم قوانين الكفار فهو لم يحترم نفسه أصلا، فكيف يزعم أنه يحترم قوانين أهل الكفر، وفيها من الكفر والضلال والفواحش ما لا يخفى عليه؟! هذا عليه التوبة والرجوع عن هذا القول فهو على خطر عظيم لو عقل ما يقول…). وأنا لم أقصد معنى الاحترام هنا، ومن قرأ الكلام باللغة الفرنسية لا يفهم ذلك، بل قصدي كان أننا لا نخالف قوانينهم التي ليست بمعصية في ديننا، ولكن نريد منهم أن يأخذوا الأحكام الإسلامية بعين الاعتبار ويتركوا المسلمين يمارسونها. فهل من مآخذ على هذا الكلام، علماً أنه من باب مناقشة كلامهم بعباراتهم؟ وجزاكم الله خيراً.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فالقوانين التي تسنها البلاد الكافرة لا تخلو من ثلاثة أحوال:
الحال الأولى:
أن تكون قوانين مخالفة لما شرعه الله، كجعل الطلاق بيد المرأة، أو عدم ولاية الأب على ابنته بعد البلوغ، أو أن نصيب البنت من التركة كنصيب الذكر، وإباحة شرب الخمر والزنا. وغير ذلك فهذا لا يجوز العمل به ولا إقراره.
الحال الثانية:
أن يكون موافقاً لما جاء في الشرع، فهذا يعمل به طاعة لله ولرسوله.
الحال الثالثة:
أن يكون القانون لم ينص عليه شرعنا، إلا أن فيه مصلحة للعباد، كالقوانين المتعلقة بقيادة السيارة والعمر المشترط لذلك، فيجب الالتزام بها، عملاً بالنصوص الآمرة بوجوب الوفاء بالعقود والعهود ومن ذلك، قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) سورة المائدة الآية/1 .
وقوله -صلى الله عليه وسلم -: (الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا) رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.