السؤال رقم (4406) : وقع في الفاحشة مع امرأة وحملت فهل يجوز أن يعقد عليها وهي حامل ؟

نص الفتوى : أنا شاب يمني عايش في مكة تعرفت على امرأة مغربية وحصل الذي حصل بقصد نيتي أتزوجها نمت معها بدون زواج والان حامل لها ٢٠ يوم وأنا والله نيتي أتزوجها هل أتزوجها هذه الأيام أو بعد الولادة أرجو الرد وجزاك الله خيرا

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فإذا كان الواقع كما ذكرت أيها السائل فما فعلتَه مع تلك المرأة كبيرة من كبائر الذنوب ، فقد نصت الشريعة على تحريم الزنا ، وأجمع العلماء على تحريمه ، وأجمع العقلاء على قبحه قال الله تعالى : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) الإسراء / 32 . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ) رواه البخاري ومسلم.
والواجب على كلٍّ منكما أن يتوب إلى الله، ويندم على ما حصل منه من فعل الفاحشة، ويعزم على ألا يعود إليها، ويكثر من الأعمال الصالحة، عسى الله أن يتوب عليه ويبدل سيئائه حسنات، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً. وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً} الفرقان/68 – 71.
فتوبا إلى الله تعالى، وأصلِحا حاليكما، وأكثرا من الأعمال الصالحة، ويجوز لكما بعد ذلك التزوج، ونسأل الله تعالى أن يقبل توبتكما ويعفو عنكما بفضله ورحمته.
ويجب على المرأة أن تستبرئ بحيضة قبل أن تعقد عليها النكاح، وإن تبين حملها كما ذكرت لم يجز لك العقد عليها إلا بعد أن تضع حملها.
والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.