مع كتاب تقريب فتاوى شيخ الإسلام ومؤلفه الشيخ أحمد بن ناصر الطيار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد أهداني تلميذي النجيب وابن عمي الحبيب الشيخ/ أحمد بن ناصر الطيار كتابه الموسوم (تقريب فتاوى ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله)
وذلك خلال زيارته لي في مكتبتي، وقد شرح لي على عجل شيئا من عمله في هذا الكتاب، وحينما قرأت مقدمته وما عمله المؤلف ظهر لي الجهد الكبير والعمل الجاد الذي بذله، وقد سمى عمله – عناية وتحريراً – حيث قال: (عني به وحرره) –.
ولا شك أن مثل هذا العمل بهذا الحجم يحتاج إلى جهد ومثابرة، وجد ومتابعة، وطول نفس، وسبر لغور هذه الفتاوى والمتفرقات.
وحسب معرفتي لأخي الكريم مؤلف الكتاب فهو ذو همة علية، وعزيمة وصبر، عرفته خلال الدرس في المسجد، وخلال الجلسات العلمية التي يناقش ويسأل، وقد حباه الله جل وعلا حبا للعلم وأهله، وصبرا في طلبه وتحصيله.
ولا زلت أذكر حينما استشارني في أول كتاب ألفه وقد دار بيني وبينه حديث طويل في المسجد عن العلم وفضله، وفضل التأليف فيه، وأنه أحد مثبتات العلم، ثم فتح الله عليه في إخراج مؤلفات نافعة، ومن آخرها هذا السفر العظيم.
وقد ذكر الشيخ في مقدمة كتابه أهم الأعمال التي قام بها حول مجموعة من كتب شيخ الإسلام، ومن هذه الأعمال:
- تقريب مجموع الفتاوى والمستدرك وغيرهما، وتيسير استفادة طلاب العلم منهما.
- الاقتصار على أهم الأدلة النقلية والعقلية التي ذكرها شيخ الإسلام.
- جمع ما تفرق من كلام شيخ الإسلام حول المسألة في مكان واحد.
- شرح الغامض من كلام شيخ الإسلام.
- تخريج الأحاديث.
- التعليق على بعض كلام شيخ الإسلام وربطه بالواقع.
- وضع عناوين للفوائد والمسائل.
- وضع كلام شيخ الإسلام على شكل فقرات ليسهل على القارئ الفهم السريع للمسائل.
- تصحيح الأخطاء الموجودة في المطبوع، ومما ميز ذلك إفرادها في آخر الكتاب لسهولة الرجوع إليها.
- إبداع المؤلف في استقصاء المسائل التي لشيخ الإسلام فيها قولان.
- أجاد المؤلف في اختصار كثير من الرسائل وذكر زبدتها.
- ومما زاد هذا التقريب جمالاً أن المؤلف دفعه إلى واحد من طلابنا الجادين ليتولى مراجعته وتصحيحه، فأجاد وأفاد، وهو الأخ الفاضل/ محمد بن عبدالله بن محمد المسعر.. وفقه الله لهداه.
وقد جاء (التقريب) بحلة قشيبة، وثوب جديد، وتبويب بديع، وحذف للاستطرادات. فجزى الله المؤلف خير الجزاء، ووفقه للعلم النافع والعمل الصالح، وجزى الله المراجع خيرًا على حُسن صنيعه وجودة عمله، وشكر الله لكل من أعان على نشر العلم.
وتبقى (دار ابن الجوزي) رائدة في هذا الميدان، فشكر الله صنيعهم، وأثابهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
28-5-1441هـ