المرأة المسلمة (1)
الجمعة 29 شوال 1439هـ 13-7-2018م
قال الله تعالى:[وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً](سورة النحل: 72).
وقال تعالى:[وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ](سورة الروم:21).
وقال تعالى:[هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ](سورة البقرة:187).
إن احتياج كل من الرجل والمرأة إلى صاحبه كاحتياجه إلى اللباس، وكل منهما كاللباس لصاحبه، ولذا على الرجل إذا أراد أن يختار شريكة لحياته أن يراعي فيها صفات الزوجة الصالحة التي تعينه على أمر دينه ودنياه.
ومن صفات الزوجة الصالحة أنها إذا أمرها زوجها أطاعته، وإذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، هي التي إذا غضب عليها زوجها وضعت يدها في يده وقالت لا أكتحل بغمض حتى ترضى عني.
ومن صفاتها أنها مسلمة مؤمنة، قانتة صادقة صابرة، خاشعة عابدة، صائمة قائمة، متصدقة حافظة لفرجها ذاكرة لربها، تربي أولادها على الصدق والشجاعة والفضيلة، تحبب زوجها إلى أهله وأهلها، وترضى بما قسم الله، وتقنع بالقليل، هي عون لزوجها على الدهر، هي طاهية طعامه، وغاسلة ثوبه، مربية أولاده، راعية خدمه وعياله وماله، سكن ومودة لزوجها يجد عندها الراحة والطمأنينة، والمرأة كذلك عندما يعرض عليها رجل للزواج منها فلتضع نصب عينيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
فإذا ما رزقت امرأة بزوج صالح فلتحافظ عليه وتلبي له جميع طلباته وتكون رهن إشارته ما دام أنه يأمرها بطاعة الله وتقوم بأداء جميع الحقوق التي له عليها وكذلك إذا رزق الرجل بزوجة صالحة فليعاملها برفق ويحسن معاملتها ويؤدي إليها جميع حقوقها وإن من الحقوق العامة للمرأة على زوجها أن يعلمها شيئًا من أمر دينها عن طريق التوجيه الواعي والتشجيع المستمر والمدارسة المناسبة ليزداد وعي المرأة ويزداد حبها لبيتها واهتمامها بإسلامها فيعلمها أول ما يعلمها العقيدة الصحيحة بمنهج سليم وتصور صحيح ويغرس في نفسها الآداب الإسلامية التي تهذب أخلاقها وتضبط عملها ويتدارس معها أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون دستوراً لها في كل حياتها لأنها ستكون مستقبلاً مربية الأجيال وعليه أن يوفر لها المسكن والمأكل والمشرب والملبس وعليه أيضًا أن يعفها ويحصنها فهذا حق شرعي لها ويصبر عليها عند تعليمها لأي أمر ويحلم عليها إذا غضبت خاصة في وقت الحيض لأنها في هذه الفترة تصاب بحالة من الكآبة والضيق ومتقلبة المزاج وحالتها الفكرية والعقلية والصحية في أدنى مستواها فلا بد أن يصبر عليها ويتحمل آذاها فالله تعالى يقول: [وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ](سورة البقرة:232).
يقول ابن عباس رضي الله عنهما إن الدرجة التي ذكرها الله تعالى في هذا الموضع: الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها وإغفاله لها عنه وأداء كل الواجب لها عليه.
يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر [3/542]: (شكا رجل من بغضه لزوجته وقال: ما أقدر على فراقها لأمور كثيرة منها كثرة دينها عليَّ وصبري قليل ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى وفي كلمات تعلم بغضي لها فقلت له هذا لا ينفع وإنما تؤتي البيوت من أبوابها فينبغي أن تخلو بنفسك فتعلم أنها إنما سلطت عليك بذنوبك).
وهذا يذكرنا بكلام بعض السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين حين يقول إني لأعصى الله حتى أرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي، فإذا حصل الزوج التوبة الاستغفار والصبر على القضاء يكون قد حصل ثلاثة فنون من العبادة يثاب على كل منها، وهذه هي المرأة كزوجة.
أما المرأة كأم فإنه يجب احترامها وتوقيرها وطاعتها والإحسان إليها وبرها وعدم عقوقها أو إيذائها وإكرام صديقاتها وصلة الرحم التي لا توصل إلا بها وتقدير جميلها ومعروفها ومحاولة القيام برد جزء منه ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً والصيام عنها إذا ماتت وعليها صيام والحج عنها إن لم تحج ولكن يحج الابن عن نفسه أولاً وقد كرم النبي صلى الله عليه وسلم الأم بأن ذكرها وذكر فضلها ثلاث مرات في الحديث بينما ذكر الأب مرة واحدة.
وإذا كان الابن متزوجًا فلا يفضل زوجته على أمه لأن أمه سبب في إيجاده فلا يكن سببًا في تعاستها وليحذر كل الحذر من العقوق أو عدم طاعة الأم الذي يعد من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله حتى لا يناله عقاب الله حيث أن العقوق من الذنوب التي يناله المرء العقاب عليها في الدنيا ثم بعد ذلك في الآخرة.
ولقد استجاب الله دعاء أم جريج العابد عليه لأنه لم يجب أمه علمًا أنه كان في الصلاة بين يدي الله جل وعلا لكنها كانت صلاة نافلة ثم نجاه الله مما ابتلاه به بعد ما أحسن اللجوء إلى الله بالدعاء.
فبر الوالدين خاصة الأم سبب في دخول الجنة بل سبب في قبول أي عبادة أو عمل صالح يفعله العبد.
هذا هو الواجب علينا تجاه المرأة كزوجة وأم.
وقال تعالى:[وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ](سورة الروم:21).
وقال تعالى:[هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ](سورة البقرة:187).
إن احتياج كل من الرجل والمرأة إلى صاحبه كاحتياجه إلى اللباس، وكل منهما كاللباس لصاحبه، ولذا على الرجل إذا أراد أن يختار شريكة لحياته أن يراعي فيها صفات الزوجة الصالحة التي تعينه على أمر دينه ودنياه.
ومن صفات الزوجة الصالحة أنها إذا أمرها زوجها أطاعته، وإذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، هي التي إذا غضب عليها زوجها وضعت يدها في يده وقالت لا أكتحل بغمض حتى ترضى عني.
ومن صفاتها أنها مسلمة مؤمنة، قانتة صادقة صابرة، خاشعة عابدة، صائمة قائمة، متصدقة حافظة لفرجها ذاكرة لربها، تربي أولادها على الصدق والشجاعة والفضيلة، تحبب زوجها إلى أهله وأهلها، وترضى بما قسم الله، وتقنع بالقليل، هي عون لزوجها على الدهر، هي طاهية طعامه، وغاسلة ثوبه، مربية أولاده، راعية خدمه وعياله وماله، سكن ومودة لزوجها يجد عندها الراحة والطمأنينة، والمرأة كذلك عندما يعرض عليها رجل للزواج منها فلتضع نصب عينيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
فإذا ما رزقت امرأة بزوج صالح فلتحافظ عليه وتلبي له جميع طلباته وتكون رهن إشارته ما دام أنه يأمرها بطاعة الله وتقوم بأداء جميع الحقوق التي له عليها وكذلك إذا رزق الرجل بزوجة صالحة فليعاملها برفق ويحسن معاملتها ويؤدي إليها جميع حقوقها وإن من الحقوق العامة للمرأة على زوجها أن يعلمها شيئًا من أمر دينها عن طريق التوجيه الواعي والتشجيع المستمر والمدارسة المناسبة ليزداد وعي المرأة ويزداد حبها لبيتها واهتمامها بإسلامها فيعلمها أول ما يعلمها العقيدة الصحيحة بمنهج سليم وتصور صحيح ويغرس في نفسها الآداب الإسلامية التي تهذب أخلاقها وتضبط عملها ويتدارس معها أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون دستوراً لها في كل حياتها لأنها ستكون مستقبلاً مربية الأجيال وعليه أن يوفر لها المسكن والمأكل والمشرب والملبس وعليه أيضًا أن يعفها ويحصنها فهذا حق شرعي لها ويصبر عليها عند تعليمها لأي أمر ويحلم عليها إذا غضبت خاصة في وقت الحيض لأنها في هذه الفترة تصاب بحالة من الكآبة والضيق ومتقلبة المزاج وحالتها الفكرية والعقلية والصحية في أدنى مستواها فلا بد أن يصبر عليها ويتحمل آذاها فالله تعالى يقول: [وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ](سورة البقرة:232).
يقول ابن عباس رضي الله عنهما إن الدرجة التي ذكرها الله تعالى في هذا الموضع: الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها وإغفاله لها عنه وأداء كل الواجب لها عليه.
يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر [3/542]: (شكا رجل من بغضه لزوجته وقال: ما أقدر على فراقها لأمور كثيرة منها كثرة دينها عليَّ وصبري قليل ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى وفي كلمات تعلم بغضي لها فقلت له هذا لا ينفع وإنما تؤتي البيوت من أبوابها فينبغي أن تخلو بنفسك فتعلم أنها إنما سلطت عليك بذنوبك).
وهذا يذكرنا بكلام بعض السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين حين يقول إني لأعصى الله حتى أرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي، فإذا حصل الزوج التوبة الاستغفار والصبر على القضاء يكون قد حصل ثلاثة فنون من العبادة يثاب على كل منها، وهذه هي المرأة كزوجة.
أما المرأة كأم فإنه يجب احترامها وتوقيرها وطاعتها والإحسان إليها وبرها وعدم عقوقها أو إيذائها وإكرام صديقاتها وصلة الرحم التي لا توصل إلا بها وتقدير جميلها ومعروفها ومحاولة القيام برد جزء منه ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً والصيام عنها إذا ماتت وعليها صيام والحج عنها إن لم تحج ولكن يحج الابن عن نفسه أولاً وقد كرم النبي صلى الله عليه وسلم الأم بأن ذكرها وذكر فضلها ثلاث مرات في الحديث بينما ذكر الأب مرة واحدة.
وإذا كان الابن متزوجًا فلا يفضل زوجته على أمه لأن أمه سبب في إيجاده فلا يكن سببًا في تعاستها وليحذر كل الحذر من العقوق أو عدم طاعة الأم الذي يعد من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله حتى لا يناله عقاب الله حيث أن العقوق من الذنوب التي يناله المرء العقاب عليها في الدنيا ثم بعد ذلك في الآخرة.
ولقد استجاب الله دعاء أم جريج العابد عليه لأنه لم يجب أمه علمًا أنه كان في الصلاة بين يدي الله جل وعلا لكنها كانت صلاة نافلة ثم نجاه الله مما ابتلاه به بعد ما أحسن اللجوء إلى الله بالدعاء.
فبر الوالدين خاصة الأم سبب في دخول الجنة بل سبب في قبول أي عبادة أو عمل صالح يفعله العبد.
هذا هو الواجب علينا تجاه المرأة كزوجة وأم.