مقال حول نجاح حج هذا العام 1443هـ بتاريخ 15-12-1443هـ
الحمد لله على فضله وعطائه، ونعمه وآلائه، ومنها نعمة الأمن والآمان، والقيادة الحكيمة الرشيدة الموفقة لبلادنا حفظها الله.
فبعد عامين من المعاناة مع وباء كورونا، وما شهده موسم الحج في هذين العامين من ضوابط احترازية، وإجراءات وقائية لسلامة الحجيج، أذن الله عز وجل بزوال الوباء، وعموم الرخاء، فكان نجاح حج هذا العام 1443هـ بشكل لا نظير له في الإعداد، والاستعداد، وحسن التجهيز، ودقة التخطيط، وبشاشة الاستقبال، وسهولة الإجراءات، وتوفر الخدمات الصحية والأمنية والرقابية والإرشادية، وغيرها.
إن بلادنا –حفظها الله- أنفقت، وتنفق، وستنفق على الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة كلها المليارات، توسعة، وتطويرًا، وتهيئة لحجاج بيت الله الحرام، ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام، وتبذل بسخاء في سبيل التيسير على الحجيج، وخدمتهم، ورعايتهم، بأحدث الأساليب التقنية، والخدمات الرقمية، التي تسهل على الحجيج أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
أيها المؤمنون: تابع عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل وغير المسلمين، عبر الفضائيات، وخدمة البث الحي المباشر الذي تنظمه بلادنا، ليشاهدوا موسم الحج، ركن الإسلام الأعظم، ومؤتمر المسلمين الأكبر، في البقاع الطاهرة، والمشاعر المقدسة.
وفي هذا العام 1443هـ شهد الحجيج كلهم بموسم ناجح، وتنظيم دقيق، وإعداد مسؤول، ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وخدمات تليق بضيوف الرحمن، بل وشاهد هذه النجاحات غير الحجيج من جميع بقاع الأرض عبر البث المباشر، وخلف الشاشات.
إن النجاحات الضخمة التي حققتها بلادنا متمثلة في التوسعات الضخمة للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، والجسور الممتدة عبر المشاعر، والقطارات التي تنقل الحجاج داخل المشاعر، حوّلت تلك الرحلة الشاقة المكبدة بالمتاعب والمخاوف قديمًا، إلى رحلة آمنة، يسيرة، ميسرة، ينعم فيها الحاج بأداء نسكه، وإتمام حجه، وسط عناية ورعاية لا نظير لها.
فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يبذلونه لخدمة بيت الله الحرم، ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام، وما يقدمونه لضيوف الرحمن من خدمات شهد بها القاصي والداني.
وزاد الله بلادنا عزًّا، وتمكينًا، ونجاحًا، وحفظ عليها قادتها، وولاة أمرها.