أحصاه الله ونسوه – خطبة الجمعة 28-3-1445هـ

الجمعة 28 ربيع الأول 1445هـ 13-10-2023م

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ إلى يوم الدين أمَّــا بَعْـدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق: [4].

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ العبدَ في هذهِ الدُّنْيَا مَرْصُودَةٌ عليهِ الْحَرَكَاتُ والسَّكنَاتُ، والكلماتُ والسَّكَتَاتُ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ، في سِجِلٍّ عظيمٍ، وكتابٍ مبينٍ، لا يُغَادِرُ صغيرةً ولا كبيرةُ إلا أحْصَاهَا، قَالَ تعالَى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق: [18].

عِبَادَ اللهِ: ومِنْ أهمِّ وأَخْطَرِ الجَوَارِحِ: اللِّسَانُ، ذاكَ الْعُضْوُ صغيرُ الحَجْمِ عَظِيمُ الْجُرْمِ سَرِيعُ الْحَرَكَةِ، شَدِيدُ الْهَلَكَةِ، ففي السُّنَنِ أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ لمعاذِ بن جبلٍ رضي اللهُ عنه: (ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه؟ كُفَّ عليكَ هَذا وأشَارَ إلى لِسَانِه، قالَ معاذُ: يَا نَبِيَّ اللهِ! وَإِنَّا لَمُؤاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكبُّ الناسَ في النّارِ على وجوهِهِمْ إلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ) أخرجه الترمذي (2616) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5136).

أيُّهَا المؤمنونَ: وقدْ خلقَ اللهُ عزَّ وجلَّ اللِّسَانَ وَأَوْثَقَ قَيْدَهُ فَأَلْجَمَهُ بِالأَسْنَانِ ومِنْ وَرَائِهَا الشَّفَتَانِ، واللَّهَاةُ مُطْبَقَةٌ عَلَيْهِ، وكُلُّ ذلِكَ في فَمٍ مُغْلَقٍ، فَلا يُطْلِقُ اللَّبِيبُ لِسَانَهُ مِنْ حَبْسِهِ، إِلا إذَا أَمِنَ شَرّه، قالَ ﷺ: (ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ) أخرجه البخاري (6138) ومسلم (47) وقدْ لَبَّى ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ على الصَّفا ثمَّ قالَ: يَا لِسَانُ: قُلْ خيرًا تغنَمْ، تسلمْ من قبل أن تندَمْ، قالوا: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ: هذا شيءٌ أنتَ تقولُهُ أمْ سَمِعْتَهُ؟ قالَ: لا، بَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقول: (أكثرُ خَطَايَا ابنِ آدمَ في لِسَانِهِ) أخرجه الطبراني (10/243) (10446) وقال الألباني في السلسلة الصحيحة(2/70): إسناده جيد.

عِبَادَ اللهِ: وقدْ كانَ النبيُّ ﷺ أَمْلَكُ النَّاسِ لِلِسَانِهِ مَعَ مَا أُوتِيَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ وفَصَاحَةِ اللَّفْظِ، فكانَ نَزْرَ الكَلامِ، سَمْحَ المقَالَةِ، لَيْسَ بِمِهْزَارٍ، وَكَانَ كَلامُهُ كَخَرَزَاتٍ نُظِمْنَ، تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: (كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لا يَسْرِدُ الْكَلامَ كَسَرْدِكُمْ هَذَا كَانَ كَلامُهُ فَصْلًا يُبيِّنُه يحفظُه كلُّ مَنْ سَمِعَهُ) أخرجه أبو داود (4839) والنسائي في (10245) وأحمد (25077).

أَيُّهَا المؤمنونَ: وقدْ كانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ أَخْوَفُ مَا يَكُونُون مِنْ آَفَاتِ اللِّسَانِ، وَأَدْرَانِ الْكَلامِ، فقدْ دخَلَ عُمَرُ عَلى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَإِذَا هُوَ آَخِذٌ بِلِسَانِهِ يَقُولُ: (هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي المَوَارِد) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4569).

عِبَادَ اللهِ: وإنَّمَا كانَ اللِّسَانُ بهذِهِ المكَانَةِ، وتِلْكَ الأَهَمِّيَّةِ؛ لما يَتَرَتَّبُ عَلَى إِطْلاقِهِ مِنَ الهلاكِ المبينِ، والشَّرِّ المستطيرِ، قالَ تعالَى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) النور: [15] وقالَ ﷺ: (إنَّ الرَّجُلَ لَيتكلَّمُ بالكَلِمَةِ لا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا) أخرجه الترمذي (2314) وأحمد (7215) وَلِلِّسَانِ آَفَاتٌ خَطِيرَةٌ، وَأَمْرَاضٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا مَا يَلِي:

أولًا: الكلامُ فيمَا لا يَعْنِي، والخوضُ فيما لا ينفعُ، والإكثارُ من اللَّغْوِ، فقد امتَدَحَ اللهُ عزَّ وجلَّ عِبَادَهُ بِقَوْلِهِ: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون: [3] وقال ﷺ: (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ) أخرجه الترمذي (2317) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2317) ولَغْوُ الكلامِ والخوضُ فيمَا لا يَعْنِي مِمَّا شَاعَ فِي هذهِ الأوقاتِ، وَلمْ يَسْلَم مِنْهُ إلا مَنْ رَحِمَ اللهُ قالَ أَحَدُ السَّلَفِ:(يَهْلِكُ النَّاسُ فِي خَلَّتَيْنِ: فُضُولِ الْمَالِ وَفُضُولِ الْكَلَامِ) الصمت لابن أبي الدنيا (1/90) والإعراضُ عن اللَّغْوِ وَفُضُولِ الكلامِ، دليلُ العقلِ، فَإِذَا كَمُلَ عَقْلُ الرَّجُلِ قَلَّ كَلامُهُ قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: (أَعْرِفُ مَنْ يَعُدُّ كَلامَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ إلَى الْجُمُعَةِ) صيد الخاطر: (619).

ثانيًا: وَمِنْ آَفَاتِ اللِّسَانِ: الْفُحْشُ وَالسَّبُ، والبَذَاءَةُ والشَّتْمُ، قالَ ﷺ: (ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ) أخرجه الترمذي (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1977) وَقَدْ لَعَنَتْ امْرَأةٌ نَاقَةً لَهَا، فَأَمَرَ النبيُّ ﷺ بِأَخْذِ مَا عَلَيْهَا وَتَرْكِهَا، وقالَ: (لا تَصْحَبنا نَاقَةٌ مَلْعُونَةٌ) أخرجه مسلم (2595).

ثالثًا: ومِنْ آفَاتِ اللِّسَانِ: كَثْرَةُ المزَاحِ، والإفْرَاطُ فيهِ؛ فَإِذَا أَطْلَقَ المَرْءُ لِسَانَهُ فِي المزَاحِ، سَقَطَتْ هَيْبَتُهُ، وقَلَّتْ عَدَالَتُهُ، وَرُبَّمَا وَقَعَ فِي الْكَذِبِ، فَاسْتَحَقَّ الْعِقَابَ: قالَ ﷺ: (وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ) أخرجه أبو داود (4990) والترمذي (2315) واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2315).

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء: [114].

بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أنَّ القُلُوبَ كَالْقُدُورِ تَغْلِي بِمَا فِيهَا، وَأَلْسِنَتُهَا مَغَارِفُهَا فاللِّسَانُ تُرْجُمَانُ الْقَلْبِ، يُخْبِرُ بِمَا فِيهِ مِنْ حُلْوٍِ وَحَامِضٍ، وَعَذْبٍ وَأُجَاجٍ، فَلا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ العبدِ حتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ولِسَانُهُ، قالَ ﷺ: (إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللِّسانَ فتقولُ: اتَّقِ اللَّهَ فينا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِن اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) أخرجه الترمذي (2407) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2407)

أيُّهَا المؤمنونَ: اعْلَمُوا -رَعَاكُمُ اللهُ- أَنَّ الْخَطَّ لِسَانُ الْيَدِ، وَالْقَلَمَ أَحَدُ اللِّسَانَيْنِ فَاحْفَظْ يَدَكَ عَن الْكِتَابَةِ، كَمَا تَحْفَظ لِسَانَكَ عَن الْكَلامِ، قالَ تعالَى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النور: [24] وفي هَذَا الزَّمَانِ الَّذِي انْتَشَرَتْ فيهِ وَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَعَظُمَتْ مَكَانَةُ الكَلِمَةِ، وَأَهَمِّيَّتُهَا وَأَثَرُهَا سَواءً كَانتْ مَسْمُوعَةً أوْ مَكْتُوبَةً، حُقَّ عَلى كُلِّ عَاقِلٍ لَبِيبٍ أَنْ يَعُدَّ كَلامَهُ وَيَضْبِطَ أَلْفَاظَهُ وَيَقِفُ دُونَ زَلاتِهِ، فَإنَّ الإنْسَانَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ يَمْلِكُ كَلامَهُ، فإذَا تَكَلَّمَ مَلَكَهُ كَلامُهُ.

عِبَادَ اللهِ: إنَّ أَهَّمَّ مَا يُقَوِّمُ اللِّسَانَ وَيَضْبِطَهُ، الإكثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، فَمَنْ رَطَّبَ لِسَانَهُ بِذِكْرِ اللهِ، صَانَهُ عن اللَّغْوِ واللَّهْوِ، ومَنْ يَبِسَ لَسَانُهُ عن الذِّكْرِ، تَرَطَّبَ بكلٍّ بَاطِلٍ وَإِثْمٍ، فقدْ صحَّ أنَّ رجلًا قالَ يَا رسُولَ اللهِ: إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرتْ عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به، قالَ: (لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ) أخرجه الترمذي (3375) وصححه الألباني (3375)

اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَلْسِنَتَنَا لاهِجَةً بِذِكْرِكَ، وَقُلُوبَنَا عَامِرَةً بِخَشْيَتِكَ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ النِّفَاقِ والشِّقَاقِ، وَمِنْ سُوءِ الأَخْلاقِ.

اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْنا، وَبِكَ آمَنَّا، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْنا، وإلَيْكَ أَنَبْنَا، وَبِكَ خاصَمْنا، نعُوذُ بعِزَّتِكَ -لا إلَهَ إلّا أَنْتَ- أَنْ تُضِلَّنَا، أَنْتَ الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ، والْجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ. اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيِّدًا وَظَهِيرًا اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ، وَأَعِنْهُ، وَسَدِّدْهُ، وَاكْفِهِ شَرَّ الأَشْرَارِ، وَاجْعَلْهُ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كَانَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.

اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

اللَّهُمَّ ارْفَع الضُّرَّ عن المسلِمِينَ في كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُم مُؤَيِّدًا وَنَصِيرًا، وَاكْفِهِمْ شَرَّ الأَشْرَارِ، وَكَيْدَ الْكُفَّارِ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي اَلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.              الجمعة 1445/3/28هـ