يوم عاشوراء
الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم يوم عاشوراء ويرغب الناس في صيامه لأنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فيه فرعون وقومه. فيستحب لكل مسلم ومسلمة صيام هذا اليوم شكراً لله عز وجل وهو اليوم العاشر من شهر الله ـ المحرم ـ ويستحب أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده مخالفة لليهود الذين كانوا يصومون العاشر فقط. وإن صام المسلم الثلاثة جميعاً التاسع والعاشر والحادي عشر فلا بأس فقد ثبتت السنة بصيام ثلاثة أيام من كل شهر قال صلى الله عليه وسلم (خالفوا اليهود وصوموا يوماً قبله ويوماً بعده). وفي روية (صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده) وقال صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل). وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائماً يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ وهذا الشهر ـ يعني شهر رمضان. وروي صلى الله عليه وسلم أنه قال (يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم). وروي أنه صلى الله عليه وسلم مر بأناس من اليهود وقد صاموا عاشوراء فقال (ما هذا الصوم) قالوا: هذا اليوم الذي نجى الله عز وجل فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى عليهما السلام شكراً لله عز وجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أنا أحق بموسى منكم وأحق بهذا اليوم فأمر أصحابه بالصوم). وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن عاشوراء يوم من أيام الله تعالى فمن شاء صامه). وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله أنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله تعالى صمنا اليوم التاسع) قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية له (لئن بقيت إلى قابل لأصومن من التاسع). لقد وعد الله عباده المؤمن بالنصر المبين وتوعد الكافر بالخذلان المهين قال تعالى: [إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ] وقال تعالى: [وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ] وقال تعالى: [وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ]. إن في قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون الذي طغى وتجبر وادعى الألوهية عبرة وعظة وقد وقعت أحداثها في شهر الله المحرم وتمت نجاة موسى عن طريق البحر في يوم عاشوراء ـ العاشر من شهر الله المحرم ـ فقد ورد أن الله أمر موسى عليه الصلاة والسلام أن يتوجه بقومه قبل البحر فلحق بهم فرعون وجنوده فلما رأى أصحاب موسى خطورة الأمر قالوا إنا لمدركون لأن البحر أمامهم والعدو قد اقترب منهم فأجابهم موسى عليه الصلاة والسلام إجابة الواثق من ربه [كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ] فعندئذٍ أوحى الله إلى موسى [أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ] وقد جعله الله اثني عشر طريقاً لكل سبط من أسباط بني إسرائيل طريقاً وبعث الله ريحاً على قعر البحر فلفحته مضار يبساً كوجه الأرض وأمر الله موسى وقومه أن يسيروا عليه ودخل وفرعون وقومه ولما تكامل خروج موسى وقومه من البحر وتكامل دخول فرعون وقومه في البحر اضطرم عليهم البحر فأغرقهم الله وصدق الله العظيم [وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ] فما أعظم قدرة الله وما أصدق معجزاته ولكن كثيراً من الناس عن الآيات لغافلون. وإن صيام هذا اليوم المبارك ـ عاشوراء ـ يذكرنا بهذه النعمة العظيمة وهي نصر الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام وخذلان الله لعدوه فرعون والله يؤيد بنصره من يشاء سبحانه لا إله إلا هو رب العرش العظيم. أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا حسن الإتباع وأن يوفقنا لسلوك طريق الأنبياء إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |