(دور حلقات تحفيظ القرآن الكريم في تعزيز الأمن الفكري)
الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م
إعداد: أ.د عبد الله بن محمد أحمد الطيار
كلية التربية بالزلفي ـ جامعة المجمعة
خطيب جامع العذل
بتاريخ: 15 /11 /1435هـ
كلية التربية بالزلفي ـ جامعة المجمعة
خطيب جامع العذل
بتاريخ: 15 /11 /1435هـ
إن بلادنا الحبيبة ـ ولله الحمد والمنة ـ تسودها شريعة الإسلام، وتطبق فيها أحكامه، وتقوم به في جميع شؤونها، فهي قائمة على الكتاب والسنة، ومحبة أولياء الأمور والعلماء وطاعتهم في المعروف، والناظر لمؤسسات الدولة يجد أن نظمها تقوم على شريعة الإسلام، وتتقيد به، ولا تخالفه.
وما تعيشه تلك البلاد المباركة من أمن، وأمان، ورغد العيش، وترابط للصف، واجتماع للكلمة، يبين لنا أهمية تلك النعم التي أفاض الله بها علينا، وهي تستوجب الشكر له، وطاعته فيما أمر ونهى. ومن تلك النعم أيضاً التي امتن الله جل وعلا بها علينا وجود جمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي تنتشر في ربوع هذا الوطن الغالي، فلا توجد مدينة أو محافظة إلا وفيها تلك الحلقات العامرة بتعليم القرآن الكريم وتحفيظه، وتربية النشء على أوامره ونواهيه وتوجيهاته. وهذه الجمعيات التي هيئتها الدولة لتكون نبعاً للخير، وعوناً على إخراج أجيال صالحة تعمل لصالح الدين والوطن، لها دور عظيم، من حيث توجيه الناشئة إلى حب الوطن، وبذل الجهد من أجل رفع شأنه، والذب عن حياضه من أعدائه المتربصين. وبحكم طبيعة عمل تلك الجمعيات فهي تواجه في مراحل عملها الناشئة بأعمارهم المختلفة، وأفكارهم المتباينة، وتتحمل مسؤولية كبيرة في تنمية الشعور بالانتماء والمواطنة في نفوسهم، وتعزيز ولاءهم للوطن من خلال الربط الدائم بين تعليمهم كتاب الله جل وعلا، والعيش مع آياته التي تتكلم عن محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وطاعتهما، ومحبة الوطن، ومحبة أولياء الأمور والعلماء وطاعتهم في المعروف، والحرص بصفة مستمرة على تدعيم الجوانب الايجابية وتصحيح النواحي السلبية تجاه علاقتهم بمجتمعهم، مع صقل شخصية الطلاب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتنمية وتعزيز شعور الطلاب بالمواطنة والانتماء للوطن الذي يعيشون فيه في ظل مبادئ الإسلام السمحة وحماية المواطن من أي أفكار دخيلة قد تؤثر سلباً على انتمائه لدينه ووطنه. ولا شك أنه يقع على عاتق جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في بلادنا الحبيبة مسؤولية كبيرة في مكافحة الفكر المنحرف باعتبارها أنموذجاً ناجحاً في تربية أبناء الوطن على التعاضد والتماسك والتناصر والبعد عن مظاهر الفرقة والاختلاف، وربط هذه الأجيال بهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم من خلال توجيهاته في التمسك بالوسطية في كل شيء والبعد عن الغلو والتشدد، والصبر على ما يعتري المسلم من ابتلاءات ومحن. ومن أعظم الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في تنمية المواطنة في حياة الناشئة: * محبة الله جل وعلا والانقياد لأمره والبعد عن كل ما يسخطه ويغضبه، والتمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شأنه، من أخلاق، وعبادات، ومعاملات، وغير ذلك من نواحي الحياة. * بيان معنى الوسطية والاعتدال التي هي سمة من سمات هذا الدين، والبعد عن الغلو في الدين، والتشدد فيه، والأخذ عن العلماء الربانيين الذين يدلونهم إلى الطريق الصحيح. * العمل على تأصيل مفهوم الطاعة لولاة الأمر في نفوسهم، ولزوم الجماعة، وتحذيرهم من الفرقة والاختلاف، وتنمية قِيَم الانتماء والمواطنة لديهم. * مكافحة الجريمة بشتى صورها، ووقايتهم من الانحراف الفكري والأخلاقي. * العمل على اكتشاف أعراض الانحراف الفكري لدى الطلاب والعمل على معالجته. * العناية باختيار المعلمين والمعلمات، بحيث يكونون قدوة صالحة يتأسى بها الطلاب والطالبات في حب الوطن، والحرص على مصالحه وشؤونه. * عقد دورات متخصصة في تعزيز الأمن الفكري وتحصين منسوبي الحلقات من أفكار الفئة الضالة. * تشجيع البحوث والدراسات العلمية والميدانية والعناية ببرامج تحفيظ القرآن الكريم في الإصلاحيات، وكافة دور الإيقاف، والعمل على تطويرها. * إنشاء قسم للعلاقات العامة والإعلام لنشر المنهج الوسطي بين منسوبي جمعيات التحفيظ، وربطهم بطاعة أولياء الأمور والعلماء، والتمسك بجماعة المسلمين، والبعد عن الفرقة وشق الصف، مع العمل على توضيح الصورة الايجابية لطلاب التحفيظ ودورهم في حفظ الأمن . * التواصل مع الجهات الرسمية عموماً والأمنية خصوصاً مع وضع آليات وبرامج لذلك. أسأل الله جل وعلا أن يحفظ علينا ديننا، وأمننا، واجتماع كلمتنا، وولاة أمرنا وعلمائنا، وأن يكفينا شر الأشرار ومكر الفجار، وأن يهدي ضال المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |