تفجير القديح جريمة نكراء

الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م
إعداد أ . د عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار
كلية التربية بالزلفى -جامعة المجمعة -خطيب جامع العذل
وعضو الإفتاء بالقصيم بتاريخ : 6 / 8 / 1436هـ

 

هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية – بلاد الحرمين الشريفين منطلق الرسالة ومأرز الإيمان ومعقل الدعوة كانت وما تزال ولن تزال بحول الله تنطلق منها جحافل الخير تحمل النور والخير والهداية للبشرية جمعاء فهي دون غيرها المؤهلة لهذا العمل العظيم فكتاب الله تنزل في أراضيها والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بعث من بطاحها والحرمان هما قلبها النابض لكنها كغيرما- من البلاد ابتليت بالحقد والحسد وقد أخذت نصيباً وافراً من الكيد والمكر من قبل الأعداء لأنهم يريدون زعزعة الأمن ونشر الفتنة وخلخلة الصف لقد أذهلهم تماسكها وخنقهم أمنها وأقلق مضاجعهم الخير المتدفق منها فاجتهدوا في التأثير عليها عبر أفكار مضللة وشبهات واهية واستغلال لشباب صغار السن , شحنوا أفكارهم عداء لبلادهم فصاروا يحققون أدواراً مريبة تخدم هؤلاء الأعداء من حيث يشعرون أ ولا يشعرون ولعل من آخر ما حدث تفجيرات القديح الآثمة التي راح ضحيتها أنفس بريئة معصومة الدم وفيه اعتداء على أماكن العبادة وفى هذا التفجير هتك لحرمات الإسلام وزعزعة للأمن والاستقرار, وفيه غدر وخيانة وبغى وعدوان ونحن نعيش في سفينة واحدة ومن يحاول أن يغرقها فهو يساهم في إغراق المجتمع بأكمله وهذا الشاب الذى فجر نفسه أساء لنفسه ولدينه وأهله وذويه وهو كغيره ضحية من ضحايا تأثير الفكر الضال وأما أسرته فأسرة كريمة معروفة بالعلم والفضل والحسب والكرم , عندها ولاء صادق ومحبة خالصة لولاة أمر هذه البلاد وعلمائها فيها صالحون وعباد وفيها مسئولون كانت لهم اسهامات فاعلة في خدمة المجتمع وتحقيق الأمن , لقد صاحبنا عدداً كبيراً منهم فلم نجد إلا الفضل والخلق الكريم والولاء والوفاء لقد استضافت هذه الأسرة خلال سنوات مضت عدداً كبيرا من العلماء والوجهاء الذين أفادوا من علمهم وتوجيههم في هذه المحافظة, ويأتي على رأس هؤلاء شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذى كان يزور الأسرة باستمرار ويلقي محاضرة في كل زيارة ويجيب على أسئلة الحضور كما استضافت معالى الشيخ محمد بن عبدالله السبيل وغيرهم من العلماء والدعاة والمسئولين في الدولة وقد ظهر أثر هذا الأمر على هذه الأسرة المباركة حينما أعلن عن الذى قام بالتفجير حيث اعتبروها مصيبة عظيمة وأخرجوا بياناً يتبرؤون فيه من هذا العمل ويدينونه وليس من العدل والإنصاف أن يتحدث بعض الناس فيهم ويسيء إلى هذه الاسرة الكريمة بسبب فعل طائش من فرد تم التغرير به من قبل أصحاب الفكر الضال وستظل بلادنا عزيزة بإيمانها قوية بتماسكها, يتعاون أفرادها فيما بينهم وبذلك يتحقق الأمن والخير لهذا المجتمع , حمى الله بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وحفظ الله ولاة أمرنا وأيدهم بالحق وجعلهم رحمة على شعبهم وبلادهم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
أ . د عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار
الأستاذ بكلية التربية بالزلفى جامعة المجمعة وعضو الإفتاء بالقصيم