خطبة بعنوان: (جارحة اللسان وأثرها في حياة المسلم) بتاريخ 21-10-1428هـ.

السبت 4 جمادى الآخرة 1440هـ 9-2-2019م

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله الذي أعطى فأجزل، ووهب فَسَأَلْ، وحكم فعدل. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي تفرد بالحكم بين عباده فعفا عمن أطاعه برحمته، وعذب من عصاه بخروجه عن أمره وجادل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل في سنته: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)(رواه البخاري) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بالتمسك بالهدى والعمل، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله تعالى أنعم علينا بالكثير من النعم، ومن أجلها نعمة اللسان والتي تكون سبباً في رفع الكثير من العباد بالذكر وسائر الطاعات، وانحطاط الكثير منهم بالفحش والنميمة والغيبة وقول الزور وسائر المنكرات، فمن حفظ هذه الجارحة وعمل بطاعة الله وأكثر من ذكره نال العطاء الواسع والمقام الطيب الكريم، ومن ترك هذه الجارحة تخوض في كل شأن من غير ترويض أو إمساك وقع فيما يغضب رب العباد فنال العقاب والجزاء من الحكيم العليم.

عباد الله:
إن جارحة اللسان خطيرة جدا ويتوقف عليها الكثير من الحسنات والسيئات، ويكفي المؤمن خوفاً من هذه الجارحة قوله تعالى:{إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}(ق)، وقوله:{وإن عليهم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون}(الانفطار). فهذه الآيات تهتز لها القلوب المؤمنة التقية الطاهرة والتي تعلم أن كل قول مكتوب، وكل عمل محسوب، وأن اللقاء يوم القيامة كله شدائد وكروب.
وعن بلال بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه)(رواه أحمد والترمذي).

فما أخطر هذه الجارحة على حياة العبد، وما أعظمها من خسارة لمن لم يستعملها فيما يرضي الرب، فانتبهوا يا عباد الله لما تتكلمون وتنطقون به، واعلموا أن كل كلمة ولفظ مسجل عند الله [في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى]، فماذا عسانا أن نفعل وهذا اللسان إن لم يمسك عن الشر والباطل أورد صاحبه المهالك، وما أضاع المسلم أعز ما يملك إلا عن طريق لسانه بسبب هفواته ولهواته.

لذلك يجب على المسلم استعماله فيما ينفعه لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: (أمسك عليك لسانك)، قال: قلت يا نبي الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)(رواه الترمذي)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)(البخاري).

ولقد كان السلف الصالح أحرص الناس على ضبط ألسنتهم وتوجيهها إلى ما ينفعها، وقد نقلت عنهم بعض الآثار الصحيحة نورد بعضها لكي نعلم عظم هذه الجارحة علينا:
فقد ثبت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول: (هذا أوردني الموارد). وروي عنه رضي الله عنه أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من وقاه الله ما بين لَحْييه دخل الجنة)(رواه البخاري).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (ما من شيء أحوج إلى طول سجن من اللسان).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه).

وكان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه ويقول: (ويحك قل خيراً تغنم، واسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم). وعن الحسن رحمه الله قال: (ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه). وقال بعض السلف(حق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه مقبلاً على شأنه). وقال آخر: (ينبغي للرجل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه).

فكل ما سبق من الآيات والأحاديث وآثار السلف تشير إشارة بالغة إلى أهمية إمساك اللسان عما لا ينفع، والإعراض به عما يعود عليه بالضرر.

عباد الله ولقد أوصى الله تعالى في آيات كثيرة عباده المؤمنين بالابتعاد عن كل قول يسبب الخسارة لهم في الدنيا و الآخرة، قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}(الحجرات)، وقوله:{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب..}، وقوله:{.. ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}(الحجرات)، وغير هذه الآيات كثير. ووجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك أيضا في كثير من الأحاديث إلى ضبط اللسان والعناية به:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»(رواه مسلم)،

وعن البراء رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها فقال:«يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ» (رواه أبو داود وأحمد).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (هَلْ تَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ قَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)(رواه أحمد)

عباد الله: إن معظم الأمراض التي انتشرت بين المسلمين والتي أصابت العلاقات الاجتماعية في مقتل، وحتى بين الأقارب والجيران كانت بسبب هذه الجارحة ـ وهي اللسان ـ مثل الغيبة والنميمة والسب والشتم والقذف واللعن والخصام والكذب وقول الزور والسخرية والاستهزاء، فكل هذه الأمراض الخطيرة أضعفت الإيمان في القلوب، وزرعت الخصومات بين الناس، وأوقعت العديد من المشكلات الخطيرة في المجتمع المسلم. وحتى بين الزوج والزوجة أطلق العنان للسان ليوقع الخراب بينهما بسبب ضعف الإيمان وقلة الخشية من الرحمن. فاحذروا يا عباد الله من هذه الجارحة واعملوا على ما ينجيكم من شرها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا}(الأحزاب). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أمر باستعمال جارحة اللسان في ذكره وشكره ووعد عليها بالمزيد، ونهى عن استعمالها في الغيبة والنميمة وتوعد عليها بالعذاب الشديد، والصلاة والسلام على قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته واقتدى بأثره إلى يوم المزيد، أما بعد:

فيا عباد الله: كم من زلة لسان أوقعت من قتيل، وخربت من ديار، وشتت من أسر، وأضاعت من حقوق، وأقامت بين الدول الكثير من الحروب، فكل ذلك بسبب هذا اللسان الذي بين فكينا نقلبه فيما نشاء وما نريد، ولا ننتبه لعظم ما يخرج منه إلا عندما نلقي الله تعالى يوم الوعيد،

إن زلات اللسان خطيرة جداً فوق ما يتصوره الكثيرون، حيث يترتب عليها كثير من الأمور.
وإن مما ينبغي التوجيه إليه سماع هذه الأحاديث والآثار لكي نحذر من الانسياق وراء هفوات هذا اللسان: فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ»(رواه أبو داود).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يدخل الجنة قتات»، قال الأعمش: والقتات: النمام (متفق عليه).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلاءِ بِوَجْهٍ»(رواه البخاري). وعن الحسن رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من أكل بأخيه المسلم أكلة في الدنيا أطعمه الله بها أكلة من النار، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوباً من نار، ومن سمَّع بأخيه المسلم سمَّع الله به يوم القيامة»(رواه ابن أبي شيبة).

وأخرج البيهقي: (إن المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم في الآخرة باب من الجنة فيقال له هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فإذا جاءه أغلق دونه، ثم يفتح له باب آخر فيقال له هلم هلم فيجيء بكربه وغمه فإذا جاءه أغلق دونه، فما يزال كذلك حتى يفتح له الباب من أبواب الجنة فيقال له هلم فما يأتيه من الإياس).

وعن ابن عباس رضي الله عنه: (ولا تلمزوا أنفسكم) قال:«لا يطعن بعضكم على بعض».
وعن أبي الجوزاء قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: أخبرني من هذا الذي يذمه الله بالويل؟ فقال: (ويل لكل همزة) قال:«هو المشاء بالنميمة، المفرق بين الإخوان، والمغري بين الجميع».

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله:{يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} قال:«الصغيرة: التبسم والاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة: القهقهة بذلك».
وقال أيضاً في قوله تعالى:{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إلا أَحْصَاهَا} الصغيرة التبسم ، والكبيرة الضحك بحالة الاستهزاء .

وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى:{بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ} من لقب أخاه وسخر به فهو فاسق. والسخرية الاستحقار والاستهانة، والتنبيه على العيوب والنقائص يوم يضحك منه، وقد يكون بالمحاكاة بالفعل أو القول أو الإشارة أو الإيماء أو الضحك على كلامه إذا تخبط فيه أو غلط أو على صنعته أو قبيح صورته.

فكم من القصص التي تمر بنا ليل نهار في أحوال من يوقعون بين الناس.

فاحذروا يا عباد الله من زلات اللسان فإنها تورد المهالك، وسخروا هذه الجارحة فيما يقربكم إلى ربكم وينجيكم من عذابه، فيوم القيامة تشهد هذه الجوارح على العبد يوم القيامة فلا يستطيع أن يكذب ما قاله بلسانه أو عمله بجوارحه، قال تعالى محذراً عباده من هذا الموقف العظيم:{يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين}(النور).

وأوجه حديثي للنساء خاصة حيث يكثر منهن الوقوع في الغيبة والنميمة ونقل الكلام والزيادة عليه حتى تسبب ذلك في الكثير من المشكلات وخاصة بين الأزواج والزوجات.
فليحذر نسائنا من ذلك وليعلمن أنهن موقوفات ومسئولات عن كل ما يتكلمن به، وأن الحساب عسير والموقف شديد فلتعمل كل مسلمة على ما يجنبها ذلك، فيوم القيامة تكون الخصومات على ما يتكلم به أكثر من أي أمر آخر، والميزان يوم القيامة حسنات وسيئات، {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}(المؤمنون)، نعوذ بالله من جهنم وأهلها.

واعلموا أن من رحمة الله بنا أن فتح لنا أبواب الخير لننال منها ما يقربنا إليه، ويوصلنا إلى جنته، ومن ذلك:

أولاً: ذكر الله تعالى: فما بلغ عبد منزلة عالية عند الله إلا إذا أكثر من ذكره، والذكر عمل يسير باللسان، وهو من أثقل الأعمال في الميزان، ويستطيع المسلم أن يكثر منه قائماً وقاعداً ومضجعاً، واقفاً أو ماشياً أو راكباً، مسافراً أو مقيماً، في كل حين، بل يستطيع المسلم ذكر الله بغير تعب أو تكلف فيتحصل بذلك على الحسنات الكثيرة والأجور العظيمة.
قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ؟ وأرفعها في درجاتكم ؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ؟ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى قال ذكر الله)(رواه مالك وأحمد والترمذي وابن ماجه)

ثانياً: الاستغفار: وهو من الأعمال التي يحبها الله تعالى وبشر عليها بالعطاء الجزيل من فضله في الدنيا، وفي الآخرة ينال العبد المغفرة والرحمة وسكنى الجنات.
قال الله تعالى في الحديث القدسي(.. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة)(رواه الترمذي).

ثالثاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير: وهذا العمل من الأعمال العظيمة التي يؤجر عليها المسلم إذا أتى بها كما أمر الله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}(النحل).
رابعاً: تلاوة القرآن: وهو من الأعمال اليسيرة على المسلم، فينبغي الإكثار من تلاوته وتدبره والعمل به، فمن قرأ حرفاً منه كان له عشر حسنات، قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله كان له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)(رواه الترمذي).

عباد الله: اعملوا على حفظ ألسنتكم مما يضرها، واستعملوها فيما ينفعها فوالله ثم والله إن الخسارة لمن فرط وضيع واستهان بها، والفوز والفلاح لمن استعملها فيما يقربه إلى خالقها.

فاللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تصلح لنا قلوبنا وألسنتنا، وأن تجعل ألسنتنا ذاكرة شاكرة لك، وأن توفقنا جميعا لإصلاح عيوبنا، وأن تجنبنا الوقوع فيما يسخطك عنا إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (الأحزاب)
أ.د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
21-10-1428هـ