خطبة بعنوان: (فضائل وأحكام يوم الجمعة) بتاريخ 9-4-1433هـ.

الأثنين 6 جمادى الآخرة 1440هـ 11-2-2019م

 

الخطبة الأولي:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صاحب الفضل العظيم والعطاء الجزيل، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن التقوى هي سبيل السعادة في الدنيا والآخرة، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102).

عباد الله: لقد امتن الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمواسم وأزمنة فاضلة، لها مميزات كثيرة وخصائص عظيمة، وهي تحتاج منا إلى بذل الجهد من أجل تحصيل الخير فيها، والكيس هو الذي يستغل تلك المواسم فيما يقربه من ربه جل وعلا، ويوصله إلى الجنة التي هي أعظم المطالب وأجلها.

ومن تلك المواسم هذا اليوم الفاضل الذي نحن فيه، ألا وهو يوم الجمعة، فهو يوم عظيم من أيام الله، له من الفضائل، والخصائص، والمزايا، ما لا يوجد في غيره من الأيام. فهو عيد الأسبوع، وشعيرة كبرى، وموسم كريم يتكرر كل أسبوع، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره.
وقد حث الله تعالى عباده على حضور الجمعة واجتماعها، وترك كل ما يلهي عنها، فقال عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}(الجمعة: 9).

وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذا اليوم وبيَّن اختصاصه بعبادات وفضائل عظيمة، ومن ذلك:
1ـ أنه من أفضل الأيام ولا تقوم الساعة إلا فيه، قال صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ)(رواه مسلم).
2ـ أنه اليوم الذي ادخره الله لهذه الأمة وأضل عنه أهل الكتاب قبلهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، هَدَانَا اللَّهُ لَهُ، وَضَلَّ النَّاسُ عَنْهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، هُوَ لَنَا، وَلِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ)(رواه أحمد).
3ـ أن الله يغفر للعبد ما ارتكبه من آثام وخطايا ما بين الجمعتين إذا اجتَنب الكبائر، قال صلى الله عليه وسلم:(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر)(رواه مسلم).
4ـ أن أي مسلم يموت فيه أو في ليلته إذا كان من أهل الخير والصلاح يقيه الله شر فتنة القبر وعذابه، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)(رواه أحمد).
5ـ أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا صِيَامُ سَنَةٍ وَقِيَامُهَا وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (رواه أحمد).
6ـ أنه يوم تكفير السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)(رواه أحمد).
7ـ أن فيه ساعة الإجابة، وهي الساعة التي لا يسأل الله عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فِيهِ سَاعَةٌ، لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا،إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ) وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا(رواه البخاري)
8ـ أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناءُ على الله وتمجيدهُ، والشهادةُ له بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وتذكيرُ العباد بأيامه، وتحذيرُهم من بأسه ونقمته، ووصيتُهم بما يقربهم إليه وإلى جنانه، ونهيِهُم عما يقربهم من سخطه وناره.
9ـ أن من تعجل الذهاب فيه إلى المسجد كتب له أجر تقريب قربان، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)(رواه البخاري).

ومن الأمور المستحبة في هذا اليوم العظيم ما يلي:
1ـ أن يقرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة، والإنسان كاملتين، كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
2ـ الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته، لقوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ:قَالُوا:يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ ــ يَقُولُونَ: بَلِيتَ ــ؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)(رواه أبو داود، والنسائي).
3ـ الاغتسال والتطيب، ولبس أحسن الثياب، قال صلى الله عليه وسلم (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ)(رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ الَّتِي قَبْلَهَا)(رواه أبو داود، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود).
4ـ قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ)(رواه أبو داود، والبيهقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
4ـ التبكير للصلاة، والاشتغال بها وبالذكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(الجمعة:9، 10).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون: واعلموا أنكم خلقتم لعبادة ربكم، فمن أحسن فله الحسنى، ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه.

عباد الله: ومن التنبيهات الهامة حول يوم الجمعة ما يلي:
1ـ بعض الناس يتركون صلاة الجمعة تكاسلاً وتهاوناً، وهؤلاء على خطر عظيم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ)(رواه مسلم).
2ـ يجب على من حضر الجمعة أن ينصت للخطبة وأن يهتم بما يقال فيها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ)(رواه البخاري).
3ـ بعض الناس هداهم الله يتأخرون عن الحضور إلى الجمعة، فربما دخلوا والإمام في نهاية الخطبة الأولى، أو أثناء الخطبة الثانية، أو أثناء الدعاء، أو أثناء الصلاة، وهذا خلاف السنة، فيفوت عليهم فضل عظيم من استماع للخطبة والاستفادة منها، وقد شرعت لنفع الناس وإفادتهم، فلنحرص على الخير، ولنبادر إليه، ولندافع الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء قدر المستطاع.
4ـ يُكره إفراد يوم الجمعة بصيام، وقيام، لقوله صلى الله عليه وسلم (لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ)(رواه مسلم)، ومن أراد صومه فعليه أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.

5ـ إذا دخل الرجل المسجد والإمام يخطب فلا يجوز له أن يجلس حتى يصلي ركعتين خفيفتين لقوله صلى الله عليه وسلم:(إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ أَوْ قَدْ خَرَجَ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ)(متفق عليه)، وزاد مسلم:(وليوجز فيهما).
6ـ لا يجوز السفر يوم الجمعة إذا دخل وقتها بزوال الشمس بعد النداء الثاني، لمن يلزمه أداؤها، ويكره السفر قبل الزوال إلا أن كان سيؤديها في طريقه في جامع آخر.
7ـ يكره لمن أتى متأخراً أن يتخطى رقاب الناس، فقد رأى صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر رجلاً يتخطى رقاب الناس فقال له:(اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ، وَآنَيْتَ)(رواه أبو داود، وأحمد).
8ـ لا توجد راتبة قبلية لصلاة الجمعة، بل يتنفل المسلم بما شاء من الصلاة، حتى يحضر الإمام، أما السنة البعدية فإما أن يصلي أربعاً في المسجد أو ستاً، أو ركعتين في البيت.
9ـ المأموم إذا أدرك من صلاة الجمعة ركعة أتمها جمعة، أما إذا جاء وقد رفع الإمام رأسه من ركوع الركعة الثانية فإنه يدخل معه ولكنه يتمها ظهرًا أي: أربع ركعات، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:(من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة)(رواه البخاري ومسلم).

10ـ الأولى عدم القنوت في صلاة الجمعة في حال قنوت النوازل، والاكتفاء بالدعاء في آخر الخطبة الثانية.
عباد الله: لا يشغلْكم عن هذا اليوم شاغل، ولا يحُول بينكم وبينه حائل، فإنها فرصة عظيمة، وغنيمة جليلة، وأنتم تُحسَدون على هذا اليوم، فاشكروا الله واثنوا عليه. أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على كل خير.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم ارحم ضعف إخواننا في سوريا، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم إنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا الفساد، فاللهم صبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر جندك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)} (البقرة).
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدراراً.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً، سحاً طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة:9-4-1433هـ