خطبة بعنوان: (تكريم الله تعالى للإنسان) بتاريخ 12-4-1434هـ .

الأثنين 6 جمادى الآخرة 1440هـ 11-2-2019م

 

الخطبة الأولى :
الحمد لله الكريم الوهاب، المنعم على عباده بسائر النعم الظاهرة والباطنة، التي لا تحصى ولا تعد، ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، النبي الكريم، ورحمة الله للعالمين، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون: واعلموا أن التقوى سبيل النجاة من كربات يوم المعاد { وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}(البقرة: 281).

عباد الله: لقد كرم الله جل وعلا بني آدم بدين الإسلام الذي حفظ الحقوق لجميع الناس، برهم، وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، وخصّهم سبحانه وتعالى دون سائر المخلوقات بتكريم ومنزلة وعطايا وهبات لهم دون غيرهم.
وكان من أعظم التكريم لهم أن الله تعالى حمَّلهم أمانة هذا الدين العظيم، {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}(الأحزاب:72)، وجعلهم عباداً له، وشرفهم بالانتساب إليه، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56)، فصار شرف هذا الإنسان في كمال عبوديته وذله وفقره لربه، واستغنائه عمن سواه.

عباد الله: ومن أنواع تكريم الله للإنسان أنه قد اختص خلقته بيديه الشريفتين، قال جل وعلا:{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ* قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}(ص71 75).

وأنه سبحانه صوره في أحسن صورة،قال جل وعلا:{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} (غافر:64). وأنه سبحانه منحه العقل والعلم، قال جل وعلا:{الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ *عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}(الرحمن:1 ــ4).

وأنه سبحانه أكرمه بنعمه العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، قال تعالى:{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}(النحل: 18).

وأنه سبحانه وتعالى سخرّ له كل ما في هذا الكون بسماواته وأرضه، وما فيهما وما بينهما من الشمس والقمر والنجوم والكواكب والمجرات، فقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(الجاثية: 13) .

وأنه سبحانه هداه النجدين، قال جل وعلا:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}(البلد:10)، وأنه سبحانه حمّله أمانة الدين{إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} (الأحزاب : 72).
وأنه سبحانه وهبه التفكر والتأمل في نفسه وفيما حوله ليوصل قلبه إلى معرفة ربه وخالقه، قال تعالى:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}(الزمر: 9).
وأنه سبحانه زكاه بالعبادة وطهره بالطاعة، وأمره بالأخذ بالأسباب، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا *وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}(الشمس: 7 ــ10).

وأنه سبحانه وتعالى حرره من كل عبودية لأي مخلوق مهما كان فضله وعظمته ، وفي ذلك قمة التحرر ، حيث نقل من عبودية البشر والخضوع لهم إلى عبودية الله تعالى .
وأنه سبحانه وتعالى حرره من الخوف على المستقبل والقلق واليأس والكآبة، وذلك بالإيمان بالقضاء والقدر مع الأخذ بكل الأسباب المادية، فقال تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }(الحديد: 2).

عباد الله: والأدلة على تكريم الله للإنسان من الكتاب والسنة كثيرة جداً، ومن ذلك قوله تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}(الإسراء:70)، وقوله تعالى:{فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ*وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}(الفجر: 15ــ 16)، وقوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة: 30).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس؟ قال:(أكرمهم أتقاهم)، قالوا: يا نبي الله، ليس عن هذا نسألك. قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله، ابن نبي الله، ابن نبي الله، ابن خليل الله). قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: أفعن معادن العرب تسألونني؟ قالوا: نعم، قال: (فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا)(رواه البخاري).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة). قال:(فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا. فيقول:(لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله لهذه الأمة)(رواه البخاري ومسلم)، وعن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا، أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة)(رواه أحمد، وحسنه الألباني). وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ …. الآية}، (الإسراء: 70)، قال: أن التفضيل بالعقل.

وقال القرطبي رحمه الله بعد أن ذكر أقوال العلماء فيما فُضِّل به الإنسان: “والصحيح الذي يعوّل عليه أن التفضيل: إنما كان بالعقل، الذي هو عمدة التكليف، وبه يُعرف الله ويُفهم كلامُه، ويُوصل إلى نعيمه، وتصديق رسله، إلا أنه لما لم ينهض المراد بُعثت الرسل وأُنزلت الكتب..”.

عباد الله: ومن أعظم صور التكريم للإنسان أن يكون عبداً لله، داعياً إلى عبوديته وتوحيده جل وعلا، وأنه شرَّفَهُ بحمل هذا الدين إلى الناس كافة، والقيام بتبليغه، ونصرته، وتوظيف وقته وجهده لأداء هذه الرسالة، وتحقيق هذه الغاية؛ فأي تشريف وتكريم أعظم وأسمى من ذلك لهذا الإنسان.

ومن التكريم أيضاً: أن يكون الإنسان قيّمًا على نفسه، محتملاً تبعة اتجاهه وعمله، فهذه هي الصفة الأولى، التي بها كان الإنسان إنسانًا، حرية الاتجاه وفردية التبعة، وبها استُخلف في دار العمل، فمن العدل أن يلقى جزاء اتجاهه وثمرة عمله في دار الحساب.

لقد عظّم الإسلام الحقوق بين الناس، فلم يفرق في حق الحياة بين أبيض وأسود، ولا بين شريف ووضيع، ولا بين حر وعبد، ولا بين رجل وامرأة، ولا بين كبير وصغير، حتى الجنين في بطن أمه له حرمته لا يجوز المساس به، ومن هنا جاء تحريم الإجهاض، حتى الجنين الذي ينشأ من طريق حرام لا يجوز لأمه ولا لغيرها أن تسقطه، لأنه نفس بريئة لا يجوز الاعتداء عليها، فلا تزر وازرة وزر أخرى، لذلك شرع القصاص صوناً لحياة كل الأطراف، وشرعت الدية والكفارة في القتل الخطأ، هذا حق حياة الإنسان، وقد حمى الإسلام أيضاً حياة الحيوان، إن لم يكن منه أذى، قال صلى الله عليه وسلم:(عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ) (رواه البخاري ومسلم).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(الحجرات:13).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله أيها المؤمنون:واعلموا أن تقواه سبيل الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة.

عباد الله: جاء الإسلام أيضاً مؤكداً لحرمة العرض وحرمة الدماء والأموال حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن في حجة الوداع أمام الحشود المجتمعة في البلد الحرام، والشهر الحرام، واليوم الحرام، بقَوله:(إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا..) (رواه البخاري ومسلم).

والإسلام حرَّم أشد التحريم أن يُضرب الإنسان بغير حق، وأن يجلد ظهره بغير حد، وأنذر باللعنة من ضرب إنساناً ظلماً، ومن شهده يضرب ولم يدفع عنه، وكفل أيضاً صون كرامة الإنسان بعد مماته. ومن هنا جاء الأمر بتغسيل الميت، وتكفينه، ودفنه، والنهي عن كسر عظمه أو الاعتداء عليه أو على جثته، قال صلى الله عليه وسلم:(كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) (رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة)، وكما حمى جسم الميت حمى عرضه بعد الموت وسُمعته لئلا تلوكها الأفواه، فعن عائشة قالت:(ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَالِكٌ بِسُوءٍ فَقَالَ: لا تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ إِلا بِخَيْرٍ)(رواه النسائي).

عباد الله: لقد انتشر بين الناس مقاييس خاطئة للتكريم، ومن ذلك:
أن التكريم عندهم يكون للحسب، والنسب، والجاه، والمنصب، والبلد، والجنسية، وهذا غير صحيح، فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.
وعلى كل مسلم أن يتجنب الإيذاء بشتى صوره، كالهمز، واللمز، والتنابز بالألقاب، والسخرية، والغيبة، وسوء الظن بالناس، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ}(الحجرات: 11)، ويعلم أنه لا يعرف أقدار الرجال إلا الرجال.

لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم قدوة في التعامل مع الناس كافة، مؤمنهم وكافرهم، المنافق وغير المنافق، الغني والفقير، صاحب الجاه والوضيع، وكان أحسن الناس أخلاقاً وأدباً.

أسأل الله جل وعلا أن يحفظ علينا ديننا، وأن يحسن لنا ولكم الخاتمة، وأن يثبتنا على الإسلام حتى نلقاه به.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦).
الجمعة:12-4-1434هـ