121 – رسالة إلى المعلمين والطلاب

الثلاثاء 25 رجب 1445هـ 6-2-2024م

 

121 –  رسالة إلى المعلمين والطلاب pdf

 

 

رسالة

إلى المعلمين والطلاب

 

تأليف

أ.د/ عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعلمون حفظكم الله قرب بدء الدراسة، فآمل منكم توجيه كلمة حول العلم والمعلم، يستفيد منها المعلمون والطلاب والطالبات، سدد الله خطاكم، ورفع درجاتكم في الجنات.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي يوم السبت القادم ينطلق حملة العلم وقادة التوجيه، وموجهو شباب الأمة وفتياتها على كل مستوياتهم، يحدوهم الأمل وهم رواد التربية وقادة التعليم، يلتقي أولئك المعلمون والمعلمات وهم مشاعل الهدى الذين يضيئون المصابيح للجيل الصاعد.

كم من أب وأم ينتظران هذا اليوم بفارغ الصبر لأن لهم ابناً أو بنتاً سيبدأ رحلته التعليمية بعد أن كان مقيد البيت لا يحسن البعد عن أمه، كم يفرح الأبوان وهما يريان الولد والبنت يحملان الحقيبة في الصباح الباكر بهمة وعزيمة، وعجلة الزمن تتسارع في أذهانهما وهما يفكران في تقدم الولد والبنت في الدراسة وتخرجه، ثم كونه رجلاً أو امرأة يأمر وينهى ويعمل ويوجه، وقد أخذ مكانه في المجتمع كغيره من الناس.

وبهذه المناسبة فإني أوجه كلمتي إلى كل من المسؤولين عن التعليم في كل بلد، وإلى المعلمين والطلاب وأولياء أمورهم فأقول:

أولاً: إلى كل مسؤول عن الناشئة في المدارس؛ المدير، والوكيل، والمرشد، وهكذا مدارس البنات؛

أقول لهؤلاء أنتم مسؤولون أمام الله لأن قيادة المدرسة بأيديكم، والمسؤولية مضاعفة بقدر الموقع والعلم، ولذا لابد من إدارة المدرسة بإخلاص وصدق، وتفان، وأداء للأمانة على الوجه الأكمل، وأن يكون المسؤول قدوة في الانضباط والدوام، والأخلاق، لأن المعلم سيقتدي به، وكذلك الطالب وعلى قدر مراقبة الله وتقواه يكون النجاح في العمل، وتتحقق الثمرات المرجوة من الدراسة، ومن أهم ما أوصيكم به الدقة في معالجة الأخطاء، وعدم تحجيم الأمور، واغتفار زلات بعض المعلمين بجانب حسناتهم الكثيرة، فذلك يجعلهم يعطون بلا حدود.

ثانياً: إلى أساس العملية التعليمية وهو المعلم، أقول له:

أنت أكثر الناس حساسية في هذا الباب، فمنك يبدأ الإصلاح، وبك يرتفع البناء، وعلى كاهلك تصنع المعجزات، أنت فارس العملية التربوية، وراسم بنائها، عملك من أشرف الأعمال، وأفضلها، وأصدقها، ألا تعلم أنه عبادة لله يفوق نافلة الصوم والصلاة إذا أحسنت النية، وصدقت في العزيمة، وقمت بالواجب خير قيام، أنت القدوة لطلابك، فكن محبوباً عندهم، احرص على أن تصل إلى عقولهم وقلوبهم بأقصر طريق من أجل أن يتقبلوا المعلومات ويحفروها في أذهانهم، أخلص في أداء عملك لأن ثمرة إخلاصك لا تعود عليك وحدك،بل تجني ثمارها الأمة جمعاء، وانظر إلى واقع بعض المعلمين!! كم تبقى ذاكرتهم عطرة عبر السنين لا تزيدها الأيام إلا رونقاً وجمالاً، ولا يؤثر فيها تباعد الليالي إلا محبة ودعاء.

ثالثاً: إلى ولي الأمر:

ومن منا ليس له ولد أو بنت في المدرسة، وهل هناك أحد احرص من الوالد على أولاده.

إذاً علينا التعامل معهم في مدارسهم مثل معاملتنا معهم في البيت، فكما أننا لا نقصر في مطالبهم وحاجياتهم فكذلك في مدارسهم علينا متابعة مسيرتهم وزيارة أساتذتهم، ومعرفة أخبارهم، والتعاون مع المدرسة عبر القنوات المتاحة من أجل رسم مستقبل زاهر لفلذة كبدك، وهكذا تابع مسيرة البنات عن طريق الزوجة والاتصال، ودفتر الواجبات؛ فهن يقضين ثلث الوقت في المدرسة، فكُنَّ على علم بتفاصيل هذا الوقت، وكيف تقضيه البنت مع من تجلس، وماذا تقرأ؟ وبهذا تؤدي الأمانة المتوسطة بك على الوجه الذي يسرك يوم العرض على الله.

رابعاً: إلى كل طالب:

وهم زينة الحاضر، وأمل المستقبل، إلى من تبذل هذه الجهود من أجله، بل إن أقطاب العملية التعليمية تعمل من أجل سواد عينيه، فكم من الأموال والأوقات، والجهود تبذل من أجل سعادتهم، ورسم مستقبلهم، فهل يراعي الطلاب ذلك، ويجتهدوا في قطف ثمرة كل هذه الجهود، ويبتعدوا عن سفاسف الأمور، وسيء الأخلاق، ويختاروا الأصدقاء الطيبين الذين يعينون على الخير، ويشجعون عليه، ويكونوا خير من يعين الأساتذة والمرشدين على أداء علمهم، بمعاونتهم ودلالتهم على مكامن الداء، لاسيما أن الطلاب يعرفون من زملائهم ما لا يمكن أن يقف عليه المدير والمرشد.

وأوصي كل طالب وطالبة بتقدير المعلمين والمعلمات، والتفاعل معهم، وأداء الواجبات المطلوبة على خير وجه، كما أوصيهم ببر أبويهم، والقيام بحقوقهم فذلك بركة في الأعمار، وسعة في الأرزاق، وصلاح في الذرية.

جعلكم الله مباركين أينما كنتم، ونفع بكم البلاد والعباد، وأجزل الأجر للمعلمين والمعلمات، وجعل ما يقدمون من علم وتوجيه وتربية في ميزان حسناتهم، وجمعنا بهم ووالدينا وذرياتنا في جنات النعيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.