مقال لفضيلة الشيخ أ.د عبد الله بن محمد الطيار بعنوان “هكذا عَرفتُ أخي الأستاذ. فهد العامر” بتاريخ 20-8-1439هـ

الخميس 9 جمادى الآخرة 1440هـ 14-2-2019م
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا عَرفتُ أخي الأستاذ. فهد العامر
منذ أكثر من عشرين عاماً توثقت العلاقة بيننا، وزادها صلة الرفقة في الحج في حملتيّ الرسالة والملحم؛ فهو المسؤول عن الهدي مع زميله أحمد الفهد ومعاونيهم.
وكان مثالاً للرجل المخلص المتابع لعمله، المتحمل آثار ما يسند له رغم حساسيته وتعلقه بعموم الحجاج، وكونه يتعامل مع شرائح مختلفة متنوعة الفهم والعقل والسن، ولكنه صابرٌ محتسبٌ، وكان يقول: “يكفينا من هذا العمل أن نشترك معك في مساعدة كل حاج ليؤدي حجَّة وفق السنة النبوية”.
وكم تنقل رحمه الله بين الحملتين على قدميه حاملاً حقيبته دون كلل أو ملل؟ وكم جلس في وهج الشمس وشدة الحر خدمةً للناس وقضاءً لحاجاتهم؟.
منذ سنوات عديدة ونحن نسافر جميعاً للحج ونعود جميعاً، وهو الذي يتولى الحجز والترتيب بأدب ورفق، يتقرب إلى الله بخدمة زملائه.
ومن آخر ما دار بيني وبينه في حج العام الماضي أنه قال: “لعلك تدبر لكل من لا يستطيع الهدي أو لا يستطيع الفدية لمن ارتكب محظوراً”، وكان ذلك في عرفات. فقلت له: أبشر. ويسَّر الله الأمر ولله الحمد.
ومن آخر ما دار بيني وبينه قبل سفره بأيام، حديث حول بعض أساتذة الجمعية الذين يحتاجون – لتغطية بعض ما يلحقهم من الديون – وكان حريصاً جداً وكأن الأمر يخصه.
وأخي فهد – رحمه الله – أحد الوجوه المشرقة لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالزلفي في علاقاته وتعامله وأدبه وأخلاقه، وقد أكد ذلك رئيس الجمعية ونائبه في أكثر من مناسبة. رحمه الله رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته، وجبر مصاب أهله وذويه، وخلف عليهم خيراً، وجعل البركة في عقبه، وجمعنا به ووالدينا في جنات النعيم .
أ.د/ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
عضو الإفتاء بالقصيم والأستاذ بكلية التربية بالزلفي جامعة المجمعة
بتاريخ: 20-8-1439هـ