مداخلة برنامج: (اللهم بك أصبحنا) صباح الثلاثاء:23-4-1434هـ

الخميس 9 جمادى الآخرة 1440هـ 14-2-2019م
الإسلام دين الترتيب، وقد جاءت عنايته بذلك في كل شؤون الحياة؛ ففي العبادات نلحظ ذلك ظاهراً مثل الصلاة وترتيبها حسب أوقاتها وكيفيتها بركوعها وسجودها وركعاتها. 

وهكذا الحج من بداية الإحرام إلى طواف الوداع والمسلم، مأمور فيه بالاتباع (صلوا كما رأيتموني أصلي)، (خذوا عني مناسككم)، وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم القمة في ترتيب حياته وإعطاء كل ذي حق حقه. فلربه حق، ولنفسه حق، ولأهله حق، وللناس حق، وهكذا. 

ومن هنا فعلى قدر ترتيب الإنسان حياته واستغلال وقته بقدر ما يحصل ويستفيد أما عن تجربتي ولاسيما البدايات فكانت كالتالي:

1_ أساتذة في الابتدائي رغبونا في القراءة ولاسيما القصص. 
2_ كان للحوافز التي حصلنا عليها في المتوسط واشترط علينا أساتذتنا قراءتها في الصيف ثم المناقشة فيها أثر كبير . 
3_ زملاء جادون قرأنا معهم بعض الكتب وتم تلخيصها والمناقشة فيها، ولا يزال بعضها موجوداً
برقمه من ذلك الوقت إلى اليوم. 
4_ برامج طلبت منا (قراءة في كتاب) وإلقاء ملخصه في الثانوي والجامعة. 
5_ أساتذة فضلاء كانوا في نهاية العام في المتوسط والثانوي يوجهوننا إلى عدد من الكتب لقراءتها في الصيف . 
6_ لما بدأت الدراسات العليا أصبحت القراءة شيئاً ضرورياً ليس لنا فيه خيار، لكنها بدأت تتوجه إلى التخصص شيئاً فشيئاً. 

والخلاصة: 
أن الوقت الحاضـر الوسائـل متوفـرة، والتوجيـه أنضج وأكثـر، والوسائـل أكثـــر
وأسرع، ولا يبقى إلا الجدّ وعلو الهمة والمناقشة، والبعد عن المغريات والملهيات والمشغلات من الصوارف التي أبعدت الكثيرين عن القراءة وشغلتهم بالدونيات. 

توجيهات :
ونصيحتي لكل من يريد أن يستفيد من وقته وينظم مقروءاته بما يأتي: 
1_ النية الحسنة والإخلاص بحيث يجعل قراءته عبادة لله جل وعلا [قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ](الأنعام: الآية 162). 
2_ التدرج في القراءة .
3_ القراءة للاستفادة، ورفع الجهل، ونفع الآخرين . 
4_ العزيمة، والمجاهدة، والصبر، والثقة بالنفس . 
5_ عدم استعجال الثمرة لأن أثر بعض المقروءات لا يتبين إلا عند الحاجة له في لقاء أو خطبة أو محاضرة. 
6_ محاولة النقد لما يقرأ الإنسان وألا يسلم بكل ما يقرأ. 
عوائق دائماً تشغل عن القراءة والاستفادة منها 
1_ الاشتغال بالمغريات. 
2_ عدم الاستشارة. 
3_ عدم البداية المناسبة. 
4_ عدم الفهم. 
5- عدم التقييد للفوائد والشوارد والملاحظات على المقروءات. 

وأخيراً: 
ينبغي أن نعلم أن استغلال الوقت والمثابرة ومواصلة الطريق لها أثر كبير في سرعة التحصيل ووفرته وصدق من قال: 
لولا المشقة ساد الناس كلهم **** الجود يفقر والإقدام قتال

 

مواضيع ذات صلة