كفارة الجماع في نهار رمضان
نص السؤال: السلام عليكم .. جامعني زوجي يومين من رمضان وكنت كارهة هالشي بيني وبين نفسي ومتضايقة ولم تكن لي رغبة به وكنت أبكي بعد الجماع من تأنيب الضمير وقلت له أنه محرم لكن استحيت ومكنته من نفسي وكنت أعلم انه محرم لكن كنت احسب الكفارة بالتخيير وليس بالترتيب فهل الكفارة صيام شهرين أم أربعة أشهر أرجو التكرم بإرسال الفتوى إلى إميلي .. وجزاكم الله كل خير
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،وبعد: فإذا جامع الصائم في نهار رمضان بطل صومه، وعليه التوبة والاستغفار، وقضاء اليوم الذي جامع فيه وعليه مع القضاء الكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكيناً لقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان:(هل تجد رقبة تعتقها؟) قال: لا، قال:(فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال: لا، قال:(هل تجد إطعام ستين مسكيناً؟) قال: لا، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما نحن على ذلك أتي النبي بعرق فيها تمر، والعرق المكتل، قال:(أين السائل؟) فقال: أنا، قال:خذها فتصدق بها)، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يارسول الله؟ فوالله مابين لابتيها ـ يريد الحرتين ـ أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، (قال:أطعمه أهلك) (رواه البخاري ومسلم)، ولا يتحول من الصيام إلى الإطعام إلا إذا لم يقدر على الصيام لمانع صحيح، كأن يكون به مرض، أو يخشى حدوث المرض بالصوم، أما من تلحقه المشقة المحتملة بالصوم فليس ذلك مسوغاً له للانتقال إلى الإطعام، ولابد أن يكون الصيام متتابعاً لا يفطر فيه إلا لعذر شرعي كأيام العيدين والتشريق، وأيام الحيض والنفاس للمرأة، أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر، فإن أفطر لغير عذر ولو يوماً واحداً لزمه استئناف الصيام من جديد ليحصل التتابع.
لذا فيجب في حقك صيام شهرين متتابعين فقط في أصح قولي العلماء، فإن لم تستطيعي فعليك بإطعام ستين مسكيناً، وعلى المسلم أن يحتاط لأمر دينه، ويحذر من التفريط في الأوامر الشرعية، وليبادر بتعلم الواجبات التي لا يستطيع أن يؤدي عبادته إلا بها، والإنسان لا يعذر بجهله ما دام أن العلم الآن يسع لكل إنسان أن يتعلمه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.