وداع رمضان
فاتقوا الله عباد الله وتفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام، فقد كنا بالأمس القريب نستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور، والبشرى والحبور، واليوم نودعه مرتحلاً عنا بما أودعناه فيه، شاهداً علينا بما قدمناه بين يديه، فهنيئاً لمن كان شاهداً له عند الله بالخير، شافعاً له بدخول الجنة والعتق من النار، وويل ثم ويل لمن كان شاهداً عليه بسوء عمله، شاكياً إلى ربه من تفريطه وتضييعه، قال صلى الله عليه وسلم: (.. رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ..)(رواه الترمذي وأحمد).
فودعوا شهركم بخير ختام، فإنما الأعمال بالخواتيم، فمن كان محسناً في شهره فعليه بالإتمام، ومن كان مسيئاً فعليه بالتوبة والمبادرة إلى الصالحات قبل انقضاء الآجال، فربما لا يعود على أحد منا رمضان مرة أخرى بعد هذا العام فاختموا شهركم بخير، واستمروا على مواصلة الأعمال الصالحة التي كنتم تؤدونها فيه في بقية العام، فإن رب الدهر هو رب رمضان، وهو مطلع علينا وشاهد على أعمالنا، وقد أمرنا سبحانه بفعل الطاعات في جميع الأزمنة والأوقات، ومن كان يعبد شهر رمضان فإن شهر رمضان قد مضى وفات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
فلنستمر عباد الله على عبادة الله جل وعلا في جميع أيام أعمارنا، قال تعالى:[واعبد ربك حتى يأتيك اليقين] (الحجر). أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
29-9-1428هـ