من أحكام الصيام
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً: أمــا بــعـــد:
فيا أيها الصائمون والصائمات هناك مسائل كثيرة يكثر السؤال عنها أُوجز أحكامها فيما يلي:
1ـ الأكل أثناء الأذان كثيراً ما يشكل على الناس والأمر لا يخلو إما أن يكون يؤذن على دخول الفجر فلا يأكل. وإما أن يؤذن قبل الفجر من باب الاحتياط فلا حرج أن يأكل وإن كان الصائم لا يعلم فالأحوط ألا يأكل.
2ـ من قام من النوم ثم أكل و شرب ولم يعلم أنه أذن فلا يخلو إما أن يتبين له أنه أذن فيعيد الصوم وإما أن لا يتبين له فلا شيء عليه. مثل من أكل في وقتنا الساعة الخامسة والنصف صباحا يظنها الساعة الرابعة والنصف صباحا فإن علم بعد الأكل أنه أكل الساعة الخامسة والنصف أي بعد طلوع الفجر فهذا يعيد الصوم في أصح قولي العلماء. وإن لم يتبين له الأمر فلا شيء عليه وصيامه صحيح.
3ـ بلع الريق لا حرج فيه ولا ينبغي للمسلم أن يتكلف بإخراجه عكس النخامة.
4ـ السواك في رمضان مشروع قبل الزوال وبعده على الصحيح من كلام أهل العلم.
5ـ الدهن المرطب للبشرة سواء كان لليدين أو الشفاه لا حرج فيه بشرط ألا يمنع وصول الماء إلى البشرة وهذا في رمضان وغيره.
6ـ التبرع بالدم يفطر به الصائم علماً أنه لا يسوغ التبرع للصائم في نهار رمضان إلا بشرطين.
أـ ضرورة إنقاذ مسلم معصوم.
ب ـ عدم تضرر المتبرع نفسه.
7ـ أخذ الدم للتحاليل كتحليل السكر ومعرفة الفصيلة لا يفطر لأنه قليل.
8ـ الإبر التي قد يحتاجها الصائم أنواع:
أ ـ المغذية وهي التي يستغني بها الصائم عن الأكل والشرب وهذه تفطر دونما شك.
ب ـ نوع يضرب مع العضل ولا علاقة له بالتغذية بل هي منشطة فقط وهذه لا تفطر قطعاً.
ج ـ نوع يضرب مع الوريد وهذه بين المغذية والمنشطة وهي حسب ما يراه الطبيب المسلم الموثوق فإن قرر أنها مغذية أفطر بها الصائم وإلا فالأصل عدم الفطر بها والله أعلم.
9ـ استعمال الروائح العطرية لا يفطر الصائم لكن الأولى اجتنابها لأنها من الملاذ التي ينبغي للصائم تركها.
10ـ قطرة الأنف والأذن والعين لا تفطر على الصحيح من كلام أهل العلم مالا تصل قطرة الأنف إلى جوفه فيقطر بها.
11ـ لا حرج في وضع الحناء على الرأس أوفي اليدين ولا علاقة له بالفطر للصائم.
12ـ يجب على المسلم إذا رأى شخصا يأكل ويشرب في نهار رمضان من غير أهل الأعذار أن ينبهه لأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يظنه العامة من عدم تنبيهه فلا أصل له في شرعنا المطهر علماً أن الناسي لا حرج عليه لأن الله أطعمه وسقاه ولا يفطر بما حصل منه لأنه من غير قصد.
13ـ الاحتلام في نهار رمضان لا يفطر به الصائم.
14ـ خروج الدم من رُعاف أو جرح في اليد أو الرجل أوالرأس لا يفطر إنما الذي يفطر الحجامة والتبرع بالدم وما يظنه العامة من الفطر بمجرد خروج الدم من الأنف أو الأسنان فلا أصل له.
15ـ لا ننصح بأخذ الحبوب التي تمنع الدورة في رمضان لأنه ثبت ضررها طبياً لكن لو احتاجت لها المسلمة فلا بد من تحقق شرطين:أـ أذن الزوج ب ـ ثبوت عدم الضرر وذلك يكون عن طريق طبيب مسلم موثوق.
16ـ لا حرج في تأخير غسل الجنابة والحيض والنفاس بعد طلوع الفجر لكن يجب المبادرة لتؤدى الصلاة في وقتها.
17ـ بعض مرضى السكر يحتاج لإبرة السكر يضربها أثناء النهار وأقول إنها لا تفطر الصائم وقد سألت بعض الأطباء الموثوقين فأفادني أنها غير مغذية.
18ـ إذا احتاج المسلم أو المسلمة إلى غسيل الكلى في نهار رمضان فهو مريض يفطر ويقضي مكان هذا اليوم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله الذي فتح أبواب الخير للراغبين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل المجاهدين والسابقين بالخيرات صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيراً أمـــا بـــــعـــــــد:
فيا إخوتي في الله تتجدد بعض الملاحظات في رمضان فيحسن تجديد التنبيه عنها ومن ذلك:
1ـ كثيراً ما يهتم الأئمة بالقنوت ويتأثرون به بل ويتباكون مع أن آيات القرآن تزلزل الجبال ولا يتأثرون بها ولا يتباكون وهذه ليست بعلامة خير فلنـنـتـبه لذلك.
2ـ خروج المرأة دون إذن زوجها لصلاة التراويح.
3ـ خروج النساء متطيبات متزينات لصلاة التراويح.
4ـ ترك الأطفال في البيت وحصول الأضرار الكبيرة من الصغار وعليهم وقد يكون في البيت بنات كبيرات يُؤذِين ويؤذَيَن.
5ـ إحضار الأطفال للمسجد وعبثهم بل وتنجيسهم أحيانا في المسجد وقد حدث أن بعض النساء تضع الحفايض على الفرشة التي تصلي عليها النساء.
6ـ كثيراً ما تتحدث النساء والإمام يقرأ القرآن أو يقرأ في كتب الوعظ وهذا من سوء الأدب وفيه أذية للحاضرات من أجل العبادة.
7ـ كثيراً ما يتساهل الأئمة بصلاة التراويح وينقرونها نقراً ويتسابقون في الخروج من الصلاة كسباً لضعاف النفوس فليتق الله هؤلاء ويقيموا الصلاة بركوعها وسجودها لأنهم مسؤلون أمام الله عمن خلفهم.
8ـ كثير من الأئمة يخالف ما صدر من تعميم من سماحة مفتي العام للمملكة وذلك أنهم يقيمون الصلاة قبل الموعد ليخرجوا مبكرين ليتحدث الناس بسرعة خروجهم من الصلاة.
9ـ يجتهد بعض الأئمة أن يختم القرآن في صلاة التراويح وهذا على حساب قراءته للقرآن إذ لا يفهم من خلفه قراءته من شدة سرعته وهذا خطأ فلو أن الإمام قرأ بترتيل وتدبر ولو لم يقرأ إلا جزءاً من القرآن كان أفضل ممن يختم ولا يستفيد من خلفه.
10ـ نلاحظ كثرة خروج النساء للأسواق وخصوصاً في العشر الأخيرة من رمضان وما يتبع ذلك من التهاون بالحجاب ومخالطة الرجال ووصيتي لأخواتي المؤمنات أن يتقين الله ويتذكرن أن الذي أمر بالصيام أوجب بالستر والعفاف فكيف تطيع المرأة ربها نهاراً وتعصيه ليلاً.
ووصيتي لنفسي ولإخواني وأخواتي الصائمين والصائمات بالاجتهاد في هذه العشر المباركات فقد كان إمامنا وقدوتنا يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها ليسأل كل واحد منا نفسه بماذا يقضي ليل هذه العشر هل يقضيها بالخير أوالشر.
تذكر أخي المسلم أنها قد لا تمر عليك مرة أخرى فكم من الناس من صاموا معنا في العام الماضي وكانوا يحضرون في هذا المسجد ويستمعون للخطبة هم الآن تحت الثرى مرهونون بأعمالهم يتمنون الحسنة الواحدة.
هذا صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين الذي كان أجود بالخير من الريح المرسلة صلى الله عليه وآله وسلم.