الزكاة خطبة بتاريخ 8-9-1425هــ
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين أمــا بــعـــد:
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))
عباد الله الزكاة ثالث أركان الإسلام عظم الإسلام شأنها وقرنها مع الصلاة في نصوص تتلى ((فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ )) وقال((فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ))
وقال تعالى ((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ))
وقال تعالى ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ))
وقال تعالى ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ))
وعظم شأنها رسولنا صلى الله عليه وسلم فجعلها بعد الصلاة حديث جبريل ما الإسلام ــ حديث ابن عمر بني الإسلام حديث طلحة حينما جاء الأعرابي يسأل عن شرائع الإسلام.
إخوتي في الله وللحاجة الماسة لمعرفة بعض الأحكام التي تخفى على بعض الناس سأذكر جملة من المسائل المتعلقة بالزكاة فأقول:
أولاً: الماشية التي عند الإنسان على ثلاثة أقسام ( سـائمة ـ عروض تجارة ـ حاجة خاصة)
ثانياً: الخيل أما أن تكون عروض تجارة فتزكى ربع العشـــر أو تكون للدر والنسل أو تكون للسبق عليها وهذه لا زكاة فيها.
ثالثاً: الخارج من الأرض يزكى نصف العشر أي 5/ بالمائة إذا كانت يسقى بمؤنة أما إن كان من البصل الذي يسقى بالسيل فزكاتها 10/ بالمائة أي العشر ونصاب الحبوب والثمار والتمر ــ 675 ــ كيلو جرام.
رابعاً: من عنده نخل في البيت أو الاستراحة فعليه زكاته يخرصه في البداية ويخرج زكاته وإذا كان يعطي منه الآخرين فنقول إن ما تعطيه زكاة ولو كان خرافاً وسجل ذلك ثم اعرف ما عليك من الزكاة وكم أخرجت وأكمل الباقي وهنا ننبه إلى أنه يخرج حسب الأنواع وذلك بمعرفة قيمتها.
خامساً: الوصف المناسب لما تجب فيه الزكاة هو الاقتيات والادخار فأي ثمر يقتات ويدخر تجب فيه الزكاة فإن لم يكن كذلك فإن كان يباع ويشتري فيزكيه عروض تجارة وإلا فلا زكاة فيه.
سادساً: العسل يزكي إذا بلغ نصابا (675) كيلو وزكاته نصف العشر أي 5/ بالمائة.
سابعاً: إذا كان لك دين عند الآخرين فتزكيه سنوياً إلا إذا كان من عليه الدين معسراً أو مما طلاً فهنا لا تزكيه إلا إذا قبضته مرة واحدة فقط ولو جلس عنده عدة سنين.
والدين الذي عليك لا تخصمه من أموالك بل لا أثر له على الزكاة أن كان ما عليك من الدين حالاً فسدد وإلا فسدده في وقته لكن لا تخصم مقداره من مالك وإلا فمن الذي ليس عليه دين للبنك العقاري أو الزراعي أو غيرها.
ثامناً: النصاب بالريالات مرتبط بالذهب والفضة ونصاب الذهب (70) جراماً ونصاب الفضة(460) جراماً (( وسعر جرام الذهب الآن 40ريالاً فيكون النصاب بالذهب 2800 وسعر جرام الفضة 75 هللة فيكون النصاب بالفضة (350) ريالاً إذا الأصلح للفقير هو نصاب الفضة لأنه يزكي عدد أكبر ممن كان عنده من الريالات (350) ريالاً وحال عليها الحول وجب عليه أن يزكيها (2.5) بالمائة أي ربع العشر وهو يختلف من وقت لأخر وإذا أراد المسلم معرفة مقدار الزكاة تقسم ما عنده على أربعين يخرج ما يجب عليه أن يخرجه من أمواله.
عاشراً: المال الموصى به الميت لا زكاة عليه فلأثلاث والأوقاف على وجهات عامه لا زكاة فيها ولو كانت كثيرة وثمينة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله القائل حينما بلغه منع الزكاة ” إنا أخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا” صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعــد:
فاتقوا الله عباد الله وأدوا زكاة أموالكم تطهر وتنمو وتدخلها البركة ويعود ذلك عليكم صحة وعافية وسلامة وأمنا واستقراراً واعلموا أن مسائل الزكاة الهامة.
الحادي عشر: الأفضل في زكاة الراتب وما في حكمة أن يجعل المسلم له يوماً محدداً في السنة مثل هذا اليوم 8 رمضان يزكي فيه وما يفعله بعض الناس يقول زكاة في رمضان وأحيانا يزكي في أوله وأحيانا أوسطه وأحيانا أخره هذا خطأ.
الثاني عشر: إذا أبدل المسلم ماله بمال أخر مثل عنده فلوس وقبل الحول بأيام اشترى أرضاً لبيعها فنقول قوم الأرض وزكها والحول من بداية حول الفلوس أما إذا اشترى بها شيئاً لحاجته الخاصة كأرض لعمارة مسكن عليها أو سيارة له أو لأحد أبنائه فلا زكاة في هذا المال.
ثلاثة عشر: الذين يقسطون السيارات وغيرها على الناس إذا جاء يوم زكاتهم فعليهم أن يحسبوا كل ما عند الناس وما يوجد لديهم ويزكونه.
أربعة عشر: المساهمات على المسلم أن يسأل عن سعرها فإن عرف زكاها رأس المال والربح وإن لم يعرف فيزكي رأسماله وإذا قبض الربح يزكيه مرة واحدة فقط .
أما المساهمات المتعثرة فتزكى إذا قبضت والشركات التي تزكي يكتفي بزكاتها.
خمسة عشر: الذي عنده بقاله أو محل تجاري لبيع أي شيء يقومه في يوم زكاته بسعر البيع ويزكيه 2.5 أي ربع العشر أي يقسم المال كله على ــ أربعين ــ وما خرج هو زكاته.
هذا في ما هو معروض للبيع أما المكائن والثلاجات والأشياء الثابتة فلا زكاة فيها.
ستة عشر: العقارات والدكاكين والسيارات التي تؤجر الزكاة في أجرتها إذا حال عليها الحول.
سبعة عشر: من عنده أرض أو أراضي ولكن لا ينوي بيعها الأن وإنما لو ارتفع سعرها باعها فلا زكاة فيها الآن حتى ينوي ببيعها.
ثمانية عشر: إذا كان على شخص دين لأخر فلا يجوز اسقاطه وحسبانه من الزكاة لأن ذلك يجر الحظ لصاحب الدين فيتهرب بإسقاط هذا الدين من الزكاة وهي حق الفقير فقط.
تسعة عشر: بعض الناس يكون عنده مال لقريباته ولكن لا يعلمن عنه ثم هو يزكيه سنوياً وهذا خطأ فالزكاة عبادة ولا بد فيها من الإنابـــة.
العشرون: مصرف الزكاة لا بد من العناية والاهتمام به.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليما((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) اللهم صلي وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.