وداع رمضان وصدقة الفطر خطبة بتاريخ 29-9-1425هـــ
فاتقوا الله عباد الله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). عباد الله كنتم في شهر الصوم وها أنتم تودعون أخر أيامه تقربتم إلى الله بأنواع القربات أودعتم في أيامه ولياليه ما أودعتم من خير وشر وطويتم مراحل أيامه فربحتم بإذن الله في حين خسر أقوام فرطوا وقصروا وهكذا مراحل العمر وصدق الله العظيم (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محظراً وما عملت من سوء تودلو أن بينها وبينه أمداً بعيداً )) عباد الله اثبتوا على ماتعودتم من الطاعة وسابقوا إلى الخير واحذروا أن تكونوا من أقوام يخصون عبادتهم في رمضان فأولئك بئس القوم لا يعرفون خالقهم إلا في رمضان اختموا شهركم بالتوبة الصادقة النصوح فمن يدري قد لا تدركون هذا الشهر في أعوام قادمة فكم كان معنا في العام الماضي من الشباب والكبار هم مرتهنون في قبورهم يحتاج الواحد منهم إلى الحسنة الواحدة ولكن هيهات فقد انتقلوا من دار العمل إلى دار البرزخ ثم دار الجزاء والحساب ولهم إلا أن كان هناك من يتصدق عليهم ويدعولهم لقول رسول الله ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”
عباد الله شمروا عن ساعد الجد وسابقوا إلى الخيرات وتنافسوا في الطاعات واعلموا أن العمر قصير والأجل قريب والحساب عسير.
جاء في الأثر ” إذا كان أو ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر إلى عبد لم يعذبه أبداّ ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل ما أعتق في الشهر كله فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار تبارك وتعالى فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد يا معشر الملائكة ما جزاء الأجير إذا وفىَّ عمله فتقول الملائكة يوفى أجره فيقول الله أشهدكم أني غفرت لهم”
عباد الله ونحن نستقبل أيام العيد بالفرح والسرور ها هي تمر على اخوة لنا في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين تسلط عليهم الأعداء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الأيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بتمام شهر الصوم وأشهد ان لا إله إلا الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله إمام التائبين وسيد المتقين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. أما بعـــد:
فاتقوا الله عباد الله وعلموا أن عليكم إخراج صدقة الفطر وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين واغناء لهم في يوم العيد يوم الفرح والسرور وهي صاع من تمر أو بر أو شعير أو زبيب أو أقط وتخرج من غالب قوة البلد وبلادنا غالب قوتها الأرز ولكن تخرج من أفضل أنواعه (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) وتخرج بين صلاة الفجر وصلاة العيد وهذا أفضل أوقاتها ولا حرج في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين الى صبيحة العيد وتجب على كل مسلم ومسلمه صغير وكبير ذكر وأنثى حر وعبد.
وتخرج من نفس البلد الذي تقرب عليه فيه شمس آخر يوم من رمضان.
وينبغي للمسلم الصائم أن يتولاها بنفسه كيلاً وتوزيعاً ولا تجوز نقوداً لإنها زكاة ظاهرة بخلاف زكاة الأثمان، ولا يسوغ تأخيرها بعد صلاة العيد فإن نسيها المسلم فليخرجها بعد صلاة العيد صدقة من الصدقات ومصرفها للفقراء والمساكين ولا يجوز إعطاؤها لغني أو قادر على الكسب لقوله “لاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب”.
وكثير من الناس يتساهل بها وعلى المسلم الذي عنده عماله أن يخرج عنهم مادامت نفقتهم عليه.
ويستحب إخراجها عن الجنين الذي نفخت فيه الروح.
وّإذا كان الفقير خارج البلد وهو محتاج لصدقة الفطر فعليه أن يوكل غيره في قبضها وبقائها عنده حتى عودة الفقير إلى البلد.
ولا حرج في إعطاء صدقة الواحد أكثر من فقير أو إعطاء الفقير صدقتين أو ثلاثا حسب حاجة الفقير وإذا كان الشخص لا يعرف فقيراً فيثبت عنه وجمعية البر التي تتولى توزيعها على فقراء هذا البلد والأولى ألا تخرج عن البلد لاختلاف العيد من بلد إلى أخر.
عباد الله اجتهدوا في ختام شهركم بأداء هذه الصدقة والتخلص من مظالم الخلق لعلكم تفرحون بالجائزة مع من يفرحون في يوم العيد.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليما(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً )) اللهم صلي وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.