خطبة بعنوان “الدعاء 2 ” بتاريخ: 12-8-1415هـ
الخطبة الأولى :
فيا إخوة الإيمان!
تمر بالمسلمين ضوائق وأزمات لا يعلم مداها إلا الله، إخواننا في الشيشان تجتاهم الطائرات وتحترقهم نيران المدافع أسلحة مدمرة يقابلها شباب عزل إلا من الإيمان ومع ذلك تتجبر روسيا بخيلائها وأسلحتها وتدمر شعبا مسلما من أجل تحقيق أطماح وأوهام بنية على أحلام رسويا العظمى.
كل هذا يحدث تحت نظر العالم وسمعه وبصره ومع ذلك لم يتحرك أحد إلا صيحات من الغيورين هنا وهناك.
أننا مطالبون في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى بالرجوع إلى الله واستعمال الأسلحة الماضية الفتاكة سهام الليل التي لا تخطئ الدعاء صغارا وكبارا ذكورا وإناثا الدعاء لإخواننا في الشيشان وإخواننا في بوسنة والهرسك.
لأن هذا السلاح نملكه كلنا ودون عناء أو جهد أو مشقة، فلماذا نقصد في حق إخواننا وهم بأمس الحاجة إلى الدعاء صباح مساء الكفار يدعم بعضهم بعضا بالمال والسلاح والرجال ومظاهر التأييد العلني وكل ما يعين على اتخاذ قرارات جريئة في المحافل الدولية ونحن سالبيون في كل شيء، لقد ورد التعميم من الجهات المسؤولة بالقنوت لإخواننا في صلاتي الفجر والمغرب ومع ذلك يبخل بعض الأئمة فيحرم إخوانه دعوة لهم قد يؤمن عليها مسلم لا يقف دونها حجاب.
نعم بعض الأئمة حتى الآن لا يقنت ولا أعلم سببا لذلك إلا عدم الطاعة والامتثال وعدم الشعور بحق إخوانه المسلمين، وعدم الإحساس بشعور الجسد الواحد الذي أوصى به رسول البشرية صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائل الجسد بالحمى والسهر).
فيا قادة الأمة هل من نهضة عمرية،ويا جنود الحق البواسل هل تنتفرون لإخواكم، ويا شباب الأمة هل عددتم لأنفسكم الله الله قيل قوةات الدولة.
إخوتي في الله !
ولابد من البينة على أمرهم وهو أن بعض الناس تكثر أسئلتهم حول صيام النصف من شعبان، وينبغي أن يعلم المسلم أنه لم يرد شيء خاص بهذا اليوم لكن من اعتاد صيام النصف من كل شهر فليصم على عادته، أما من يعتمد صيام النصف من شعبان طمعا في إدراك فضيلته فالذي نعلمه أنه لم يرد نص صحيح صريح في الترغيب بصيامه، بل ولا بفضله ولا تخصيصه بقراءة أو بذكر أو غير ذلك من أنواع الطاعات والقربات.
فعليكم بالاقتداء بنبيكم الذي ترككم على المحجة البضاء ليلها كنهارها لا يزغ عنها إلا هالك، فصلوا وسلموا عليه صلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.