خطبة بعنوان “تفتح أبواب الجنة في رمضان”.
الخطبة الأولى :
فيا أيها الإخوة المؤمنون! أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ).
هذا توجيه من الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى في بيان ما خص الله به أمته في هذا الشهر المبارك من العطايا العظيمة والمنن الكثيرة والمنح الجليلة، أجل إنها أبواب الجنة تفتح في هذا الشهر المبارك.
الجنة التي فيها النعيم المقيم والحياة الأبدية، الجنة التي يطلبها الؤمنون ويسعى إليها المشمرون ويرغب فيها الخاشعون، إنها أمل كل مسلم على وجه الأرض منذ أن خلق آدم إلى أن تقوم الساعة.
سأل رسولنا أحد الصحابة فقال: ما تقول في الصلاة قال: أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولها ندندن إنها الجنة التي قال عنها خالقها: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً * جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً}.
هذه الجنة أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم أنها تفتح أبوابها في رمضان، أليس تستحق منكم أن تشموا عن ساعد الجد والاجتهاد وتسارعوا إليها وتتنافسوا من أجلها لاسيما وقد دعاكم خالقكم إلى ذلك فقال: { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.
ومن الأسباب الموجبة لدخول الجنة ما أفصح عنه الرسول صلى الله عيه وسلم حيث قال: (اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخوا الجنة بسلام).
ومن الأسباب الموجبة للجنة كثرة الصيام والحرص عليه في رمضان وفي غيره من سائر أيام العام فأهل الصايم يدخلون الجنة من باب الريان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم ياقل أين الصائمون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد).
عباد الله! ونحن في هذه الأيام التي تفتح فيها أبواب الجنة ينبغي أن نستغل الدقائق والثواني فالعمر قصير والأجل قريب والحياة ميدان للسباق والفائزون هم الذين يدركون هذه الجنة {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً . خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً}.
فأكثروا من العمل الصالح ولاسيما قراءة القرآن والذكر والتسبيح والدعاء والصدقة وحذروا من بعض الذين يستغفلون الناس فقد كثر وجود المتسولات وثبت أن هناك سيارات تحضر أعدادا كبيرا منهن ويظهر أنهن من غير هذا البلاد.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم ممن يدخلون الجنة وينعمون بالنظر إلى وجه ربنا الكريم آمين بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي وفق عباده الطائعين فأجزل لهم الأجر والمثوبة، وأشهد أن لا إله إلا الله يزين في كل عام في شهر رمضان جنته ليخطبها الراغبون وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله أفضل من صلى وصام صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، جاء في الحديث قول رسول الله صلى عليه وسلم: ( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار).
عباد الله!
ونحن في شهر إجابة الدعاء وللصائم دعوة مستجابة فأكثروا من سؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار وأكثروا من الدعاء بالمغفرة وصلاح الذرية وأكثروا من الاستغفار وكلمة التوحيد فقد كان السلف الصالح يكثرون من الدعاء عند الفطر لأن هذا الوقت مظنة الإجابة قال صلى الله عليه وسلم : (إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد).
وكان عبد الله بن عمر يقول: “إذا أفطر اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ” .
فاحرصوا أيها المؤمنون والمؤمنات على الدعاء في الصلوات وأدبار السجود وأطراف النهار وعند السحر والفطر لعل الله أن يستجيب لكم.
فيا من أهمه أمر وملك عليه تفكيره الجأ إلى الله بالدعاء في هذا الشهر المبارك، ويا من المست به المشكلة وعجز عن حلها ارفع يديك واسأل الله في هذا الشهر المبارك، ويا من وقع في معصية ورغب في التخلص منها احرص أن يكون هجرانها في هذا الشهر المبارك.
اللهم أتم علينا الصحة والعافية لنكمل صيام الشهر، اللهم تقبل منا القليل وضاعفه لنا، اللهم صل وسلم ….