خطبة عيد الفطر .
الخطبة الأولى :
الله أكبر عدد ما ذكره الذاكرين، الله أكبر كلما هلل المهللون وكبر المكبرون، الله أكبر ما صام صائم وأفطر، الله أكبر ما تلا قارئ كتاب ربه فتدبر، الله أكبر يرقع بالطاعة أقواما ويضع بالمعصية آخرين، الله أكبر ما صامت ألأمة المرحومة شره رمضان مخبتين وصابرين، الله أكبر ما باتوا لربهم سجدا وقياما ساهرين، الله أكبر ما ازدحمت بهم المساجد مصلين وذاكرين ولنعماء ربهم شاكرين، الله أكبر ما تذكروا بصيامهم أحوال البائسين وواسوا بزكواتهم الفقراء والمساكين وخرجوا يوم العيد مسرورين.
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر الله أكبر.
الحمد لله الذي وفق من شاء لطاعته فكان سعيهم مشكورا ثم أجزل لهم الأجر والمثوبة فكان جزاؤهم موفورا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره إنه كان حليما غفورا.
وأشهد أن لا إله إلا الله جعل في تعاقب الأعياد وتداول الليالي والأيام عبرة لمن يعتبر من أولي القلوب والأبصار. وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله الداعي إلى الهدى والصواب.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وصحبه وآله المجاهدين في سبيل الله الحافظين لحدود الله العاملين بشرع الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا عباد الله! هذا يوم يوفى الصابرون فيه أجورهم بأحسن ما كانوا يعملون ويكرم الرحمن فيه عباده بالفضل العظيم على ما كانوا يصنعون، ها أنتم تخرجون من الصيام تمتثلون قول الله تعالى:{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
فالله أكبر ما أعظم فرحة الصائمين حين يفطرون وحين يخاف الناس وهم آمنون لا يحزنهم الفزع الأكبر، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون على سرور موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون.
يوم العيد تكون وجوه الصائمين المتقين مسفرة ضاحكة مستبشرة فرحا بنعمة إتمام العبادة وعلى العكس تبدو على وجوه العصاة الحسرة والندامة على جناية الفطر وتفويت العبادة.
يوم العيد يوم فرح وسرور لمن صحت نيته وقبل صومه وطابت سريته وحسن خلقه يوم العيد يوم عفو وإحسان لمن عفا عمن هفا وأحسن لمن أساء.
يوم العيد لمن تمسك بدينه وصدق مع خالقه، ليس العيد لمن تمتع بالشهوات وأكل ما لذ وطاب ولبس أفخر الثياب.
ليس العيد سعيدا لمن عق والديه فحرُم الرضا ونار الغضب ووقع في العقوق.
ليس العيد سعيدا لمن خان وغش وسعى بالأذية والإفساد بين الناس.
كيف يسعد بالعيد من لبس الجديد وقلبه على أخيه المسلم أسود كالحديد.
عباد الله! أرأيتم كيف يخرج المسلمون من عبادة إلى عبادة، إن العيد هو يوم الدين الحق، الذي أنشأ في نفوس المسلمين الفضائل والكمالات وفي مجتمعهم الصلاح والإصلاح.
الدين هو الذي طبعهم على الصدق والأمانة والسداد والاستقامة والرشاد والحلم والتواضع والعفو والعدل والمساواة والتكاتف.
الدين الذي ربى في نفوس الكرم والعطاء والبذل والسخاء فأثروا إخوانهم عليهم في أشد الظروف وأحلكها، ولذا قويت بنهم الروابط والمحبة وتحقق فيهم التراحم والتعاطف فأصبحوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمى والسهر.
الدين هو الذي أزال بينهم الفوارق والمميزات والأحقاد والعداوات فلا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود ولا لغني على فقير إلا بالتقوى.
أيها المؤمنون ! جددوا في هذا العيد ترابطكم وأخوتكم وتزاوركم وتراحمكم، وأظهروا بطاعة الله وشعار العبادة الخالصة له، وصلوا أرحامكم وتفقدوا جيرانكم وأنفقوا على فقرائكم ومساكينكم وأيتامكم كفكنوا دموع اليتامى وفرجوا كروب المكروبين وسدوا جوعة الجائعين إن الفخر الحقيقي بعبادة الله وطاعته وسيادة شريعته وتنفيذ أحكامه في كل شؤون الحياة.
يشار إلى أن صلاة العيد لا تقضى .. ويشار إلى إنه إذا اجتمعت الجمعة والعيد كما هو الحال في هذا اليوم فلا تجب الجمعة من صلى العيد لكنها تستحب في حقه فإن لم يصلها وجب أن تصلى ظهرا.
عباد الله ! إن خالقكم سبحانه ما شرع عيد الفطر إلا ليفرح الصائمون بتمام أعمالهم فيجتمعون في الصلاة بين يدي الكريم الرحمن ليوفيهم أجورهم ومن تاجر مع الكريم فتجارته رابحة.
نعم إنه عمل يسير لكن ثوابه كثير وهكذا يفعل السيد الكريم بالعبر الصالح المستقيم فيقبل منه القليل ويعفو عن الكثير.
في هذا اليوم المبارك تجتمعون هنا وهناك بقلوب متحابة وأجسام متعانقة ووجوه باسمة وأيد متصافحة فهنيئاً لمن كان هذا اليوم يوم فوزه وفرحه بجائزته.
واحذروا يا عباد الله أن تتشبهوا بأقوام يشمرون في طاعة الله طيلة رمضان صوما وتلاوة وذكرا يطيلون الجلوس في المساجد ويحضرون الجمعة والجماعة وتعظم صلتهم بخالقهم، فإذا كان الفطر أعطوا لأنفسهم حظوظها من الشرط والفساد والغواية والعناد، وعقدوا حلفا مع الشيطان على السوء باليد والقلب واللسان وكأنهم يتعاملون في رمضان بخصوصيات وأحوال ثم إذا انهدم رمضان رجعوا إلى سابق عهودهم مع الشهوات والمعاصي والإجرام.
ورد في الأثر: ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر إلى عبده لم يعذبه أبدا ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله، فإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار تبارك وتعالى فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد: يا معشر الملائكة ما جزاء الأجير إذا وفى عمله؟ فتقول الملائكة: يوفى أجره، فيقول: أشهدكم أني غفرت لهم).
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله! واعلموا أن عليكم إخراج صدقة الفطر وهي طهرة للبدن وجبر للصيام ما عساه قد حصل فيه من الخلل وهي صاع من غالب قوت البلد، وقوت بلدنا هذا هو الأرز ، فالأفضل إخراجها من الأرز أو غيره من البر أو الأقط أو التمر أو الزبيب، والصاع عند مشايخنا يعدل ما يزيد على كيلوين وربع الكيلو، والواجب إخراجها قبل صلاة العيد وإن أخرجها المسلم قبل العيد بيوم أو يومين فذلك جائز إن شاء الله، وهي واجب على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير، تستحب عن الحمل في بطن أمه، ويخرجها المسلم في بلده الذي تغرب عليه فيه شمس آخر يوم من رمضان.
وعلى المسلم أن يتولاها بنفسه وإذا كالها أمام أهله وأطفاله وأطلعهم عليها فهذا أفضل ليتعودوا عليها لأنها زكاة ظاهرة خلاف زكاة النقدين وما ينوب عنهما من الأوراق النقدية.
ومن نسيها فلم يخرجها حتى جاء إلى الصلاة فليخرجها بعد الصلاة صدقة من الصدقات، وحذار حذار أن يتساهل المسلم بمصرفها فبعض الناس يتعاطون صدقات فطرهم ولو كانوا أغنياء وهذا خطأ فهي لا تحل إلا للفقراء الذي تحل له زكاة المال.
إذا كانت صلاة العيد أو الاستسقاء في المسجد فيصلي الداخل ركعتين تحية المسجد
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله! وأنتم تفرحون بالعيد المبارك السعيد عليكم إن شاء الله، تذكروا إخوة لكم في طول البلاد وعرضها هدمهم الجوع ولسعهم البرد القارس وتسلط عليهم أعداؤهم من كل صوب وحدب أمطروهم بوابل من الرصاص وقذفوهم بنيران المدافع وأرسلوا عليهم شظايا تخلع الأجسام وتدم البيوت والمزارع .
يمر عليهم العيد وهم لا يسمعون إلا أزيز الطائرات وقذائف الصواريخ وأصوات المدامع وذنبهم الحقيقي أنهم قالوا ربنا الله. تذكروا ذلك جيدا في هذا اليوم المبارك واعرفوا قدر نعمة الصحة والعافية والأمن في الأوطان والسلامة من الحروب الطاحنة.
كم يبكي الأطفال الرضيع في هذا العيد وقد حرموا من أمها تسهم اللاتي يرضعنهم؟ كم يبكي الشيوخ والعجائز الذي حرموا من أولادهم الذين يقومون عليهم ويخدمونه؟ كم حرمت زوجة عطف زوجها وحنانه وفرق بينهما وقد امتدت عشرتهما عشرات السنين.
إن مآسي الأمة وجراحتها لابد أن تذكر في العيد من أجل أن يقدم كل مسلم على وجه الأرض ما يستطيع من دعم مادي ومعنوي توجيها وتذكيرا ودعاء ووفاء وبذلا سخيا للمال الذي يدفع الله به عن المسلمين كثيرا من الشرور والمصائب. فكم حجبت الصدقات فجائع وكم وقت صنائع المعروف مصارع السوء.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله! إن العيد السعيد فرصة للتزود من الطاعات والمحافظة على العبادات، فهل فكرت أخي المسلم في هذا اليوم المبارك في زيارة المرضى والمقعدين الذين يفترشون الأسرة البيضاء لم ينعموا بالعيد كغيرهم من الأصحاب؟
وهل فكرت أيها المسلم في مسح دمعة يتيم لا يجد لباس العيد ولا طعامه؟ وهل فكرت أخي المسلم في تخفيف معاناة أسرة فجعت بعائلها أو أصيبت بكارثة من كوارث الحياة؟
هل فكرت أخي المسلم في المساهمة في مشروع خير يكون صدقة جارية لك ووالديك وذريتك؟ وهل عقدت العزم أيها العبد الموفق على مواصلة العبادة واتباع رمضان بست من شوال تأكيدا على طاعتك لربك وشكرا لخالقك الذي بلغك شهر الصيام ووفقك للصيام والقيام؟
أيها المسلمون! كم من أموال تصرف في أيام العيد على المجون والملاهي والقمار في بعض ديار الإسلام؟ كم يتعدى المسلمون حدود الأدب بأفعال لا ترضي الله بل هي من عادات الساقطين العابثين؟
إن الأمة مطالبة في هذه الأيام أكثر من غيرها بالرجوع إلى الله والوقوف عند حدوده والتعاون والتناصر لتستطيع تخطي كل العقبات والعراقيل التي توضع في طريقها ويوم أن نتعاون فمئات المجتمع كلها على الخير يتحقق النصر المؤزر لأمة الإسلام وليس ذلك على الله بعزيز.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر عدد ما صام صائم وأفطر، الله أكبر عدد ما لبى حاج وكبر، الله أكبر عدد ما هل هلال وأنور، سبحانه من أبدع الموجودات وأظهرها، سبحان من خلق المخلوقات وصورها فأحسن صورها، سبحان من أحكم لأمور وقدرها كيف شاء ودبرها أعطى ومنع وخفض ورفع، يعز من يشاء ويذل من يشاء، سبحان من كل العوامل مسخرة له، سبحان من الأرض في قبضته والسماوات مطويات بيمينه، سبحان من ذلت الجبابرة لعظمته، سبحان من يسبح له كل شيء في هذا الكون الفسيح العريض.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله معيد الجمع والأعياد ومبيد الأمم والبلاد وجامع الناس ليوم المعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له ولا زوجة ولا أولاد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفل جميع العباد، صلى الله عليه وسلم وعلى من تبعهم إلى يوم الثناء، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام وشهود هذه اليوم المبارك من أعياد الإسلام، واسألوا الله جل وعلا أن يتقبل منك قليل الأعمال وأن يثيبكم عليها وافر الأجر وعظيم الثواب.
عباد الله ! تذكروا بهذا الجمع الأكبر يوم العرض على الله يوم الطامة يوم الصآخة، تذكروا يوم تقومون من قبوركم لرب العالمين حافية أقدامكم عارية أجساكم شاخصة أبصاركم وصدق الله العظيم : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.وقال تعالى: { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.
في ذلك اليوم العظيم تتطاير الصحف وتفرق ذات اليمين وذات الشمال : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً . وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً . وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ . فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً . وَيَصْلَى سَعِيراً}.
في ذلك اليوم العظيم توزن أعمال العباد فميزان راجح وميزان خفيف وصدق الله العظيم : { فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}.
في ذلك اليوم ينصب الصراط ويمر الناس عليه على قدر أعمالهم فناج سالم وهاو مكردس فهنيئا لمن كان عمله في طاعة الله، إذ سيكون مروره عليه سريعا والويل من كان متثاقلا في طاعة الله إذ سيكون مروره عليه ثقيلا.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله! لقد ودعتم قبل أسبوع الألفية الثانية من ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام ودخلتم في الألفية الثالثة التي يحسب لها اليهود والنصارى حاسبات خاطئة ويروجون لها ويزعمون حدوث مآسي وكوارث ونكبات ويخططون لتدمير ومؤامرات خصوصا في فلسطين زاعمين أن ذلك من صميم عقيدتهم.
هاهم اليهود والنصارى يتسلطون على المسلمين قتلا وحرقا وخسفا وتشريدا فانصروا إخوانكم بالدعاء لهم.
ونحن نقول إن أمر الله نافذ لا محالة وعلى المسلمين أن يكونوا واعين يقظين يدركون أبعاد الأمور ويقابلون تخطيط الأعداء بتخطيط راشد سليم وأن هذه الأمة المرحومة لها الغلبة والنصرة وصدق الله العظيم : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ . وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ}.
وهاهم أعداء الإسلام يشتغلون الأمة في ضرب بعضهم ببعض ويبثون أفكار التكفير والتفجير ولم تسلم من هم هذه البلاد الأمنية.
أيها المؤمنون! واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا أخاطب النساء قائلا: أيتها النساء اتقين الله واعملن بطاعته وأدين الحقوق الواجبة عليكن، احذرن من التبرج والسفور والزمن الحشمة والعفاف ولا تكلفن أزواجكن فوق ما يطيقون، احرصن على الفضيلة وحاربن الرذيلة وعلمن أولادكن وبناتكم دروب الخير والهدى، واحذرن أن تفتن الرجال فالله سائلكن يون العرض عليه عن الجوارح وما كسبته، وكن كما قال الله {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}.
عباد الله! اعلموا أن السنة لمن خرج لصلاة العيد من طريق أن يرجع من طريق آخر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وإظهارا لشعائر الله وتعرفا على عباد الله وحرصا على سلام الملائكة المنتشرة في الطرقات تسلم على عباد الله. واحرصوا بارك الله فيكم على السلام على الآخرين وتهنئتكم بالعيد فتلك عادة طيبة ومطلوبة تجلب المحبة وتزرع المودة في النفوس.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يتقبل منا ومنكم وأن يعظم عطاياتنا في هذا اليوم.
اللهم وفق ولاة أمرنا للخير، اللهم خذ بأيديهم لما فيه خير البلاد والعباد، اللهم أعد أعياد الإسلام على أمتنا وهي ترفع بثوب العز والسؤدد عالية البنيان متماسكة قوية وقد تحقق لها النصر في كل الميادين.
تقبل الله منكم وعيدكم سعيد إن شاء الله، أعاد الله علينا وعليكم من العيد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.