الترغيب في صيام الست من شوال.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن مما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وحث عليه اتباع صيام رمضان بصيام ست من شوال فقال صلى الله عليه وسلم:(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله)(رواه مسلم).
وهذا الحديث فيه دلالة عظيمة على عظمة فضل الله تعالى حيث جعل صيام رمضان وست من شوال بأجر صيام سنة كاملة فلله الحمد والمنَّة. ونسأله سبحانه العون والمزيد من فضله.
عباد الله:
وصيام ست من شوال لا يحتاج إلى نية من الليل في أصح قولي العلماء، وإذا أصبح المسلم ولم ينو الصيام بالليل جاز له الصيام من النهار في أي وقت إذا كان لم يأكل أو يشرب.
ويجوز لمن صام الست من شوال أن يفرد يوم الجمعة بيوم منها ولا حرج في ذلك إن شاء الله.
ومن الناس من يقول: إن صيام ست من شوال بدعة، وهذا يدل على ضعف النفس عن الطاعة، وهذا الكلام منافٍ للحديث الصحيح المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله)(رواه مسلم)، فينبغي على المسلم أن يتحرى ما يقوله كي لا يقع في الإثم العظيم، قال تعالى:[أتقولون على الله ما لا تعلمون](الأعراف).
ومن لم يرغب في صيام هذه الست فلا يكون سبباً في منع غيره من صيامها، فالتطوع أجره عظيم، ويكفي فخراً من صام الست من شوال وغيرها من صيام التطوع هذا الحديث العظيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله تعالى قال:… وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه)(رواه البخاري).
فاللهم إنا نسألك باسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه.
اللهم أصلح قلوبنا، واستر عيوبنا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارفع درجاتنا، وأدخلنا الجنة بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين.