السؤال رقم (2105): ورثوا عن والدتهم مطعم مبيعاته محرمة وكذا ورصيد في بنك ربوي، فما توجيهكم؟

نص الفتوى: كانت والدتي تتعامل مع بنك في سويسرا واستثمرت معه المال بطريقة ربوية عن جهل منها قبل أن يتوفاها الله. ورثنا من والدتي بناية مكونة من مجموعة شقق ومساحة تجارية عبارة عن مطعم معظم مبيعاته غير حلال من أطعمة وأشربة والدخل المالي لنا يأتي معظمه من هذا المطعم وليس من الشقق لأن عددها قليل. القوانين في هذا البلد لا تسمح لنا بالاقتصار على المنتوجات الحلال وعدد المسلمين في هذا المكان قليل جدًا العقد الذي أبرمته والدتي مع البنك الربوي لا يسمح لنا بنقضه حاليا ولا بالتراجع ودفع قيمة ما علينا من مستحقات اتجاه البنك بسبب حالتنا المادية السيئة نحن نريد أن نبيع نصيبنا من هذه الشركة ولكن المشكلة أن عمّي شريك لنا بنسبة أكبر من نسبتنا وهو صاحب القرارات في الشركة لذلك لا يريد اَي أحد أن يشتري نصيبنا ثم يتحمل قرارات عمّي ويكون تحت تصرفه هل يجب علينا بيع هذه البناية؟ كيف نفعل لنكون في تعاملنا متوافقين مع الشريعة الاسلامية؟ أرشدونا. تاريخ السؤال 2/ 1 / 1441 هــ

 

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: لا يجب عليكم بيع هذه البناية المذكورة لكن ينبغي التنبه إلى أن الفوائد التي أضيفت للمال بعد وفاة والدتكم يجب عليكم التخلص منها، لأن المال انتقل إلى ملككم بموت والدتكم، أما الفوائد التي أخذتها الوالدة في حياتها، فلا حرج عليكم من الانتفاع بها، ولا يلزمكم التخلص منها .

لأن ما حُرمِّ لكسبه ـ كالربا ـ حرام على الكاسب فقط، لا على من انتقل إليه المال بوجه مباح كالإرث والهبة ونحوها، وأما ما حرم لعينه فهو حرام على الكاسب وغيره.

وعليه فتدخل الفوائد الربوية وغيرها مما كان حراماً في مال التركة. ولا حرج عليكم من الانتفاع بهذا المال.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يحل لكم الانتفاع بالفوائد الربوية التي أخذت من البنك الربوي مقابل وضع مورثكم -الأم-مالها فيه، والواجب عليكم صرف البقية في المصالح العامة كشق طريق أو بناء مدرسة أو مستشفى ونحو ذلك، ولا يحل لكم جعلها في التركة والانتفاع بها.

ثانياً: لا يحوز لكم الانتفاع بالمال الذي يأتي إليكم من المطعم الذي مبيعاته غير حلال.

ثالثاً: الفوائد التي أضيفت للمال بعد وفاة والدتكم يجب عليكم التخلص منها، لأن المال انتقل إلى ملككم بموت والدتكم.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.