السؤال رقم (2122): حكم تدريس الطلبة للغة الألمانية لمساعدتهم على الهجرة لبلاد الكفر؟

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لدي سؤال شخصي شيخنا الكريم أحسن الله إليكم، ومحتاج لجواب إذا بإمكانكم المساعدة بارك الله فيكم. منذ سنوات وأنا أريد الهجرة من دار الكفر ألمانيا إلى بلدي المغرب. جاءني مؤخرا عرض عمل لتدريس اللغة الألمانية بالمغرب يخول لي تحقيق هذا المبتغى إن شاء الله، مع العلم أن الطلبة الذين سأدرسهم سيحصلون من صاحب المدرسة على عقد دراسة بألمانيا (مهنة التمريض)، هذا يعني أنهم سيذهبون ليعيشوا ببلاد الكفر. هل أنا آثم إذا قبلت هذا العرض الذي سيتيح لي الهجرة، مع علمي المسبق أن الطلبة سيذهبون للعيش والعمل ببلاد الكفر؟ جزاكم الله خيرا.

تاريخ السؤال 26 / 11 / 1440هـ

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأولاً: ينبغي للمؤمن ألا يسافر إلى البلاد التي فيها الكفر لا للعمل ولا لغيره، إذا وجد عملاً في غيرها؛ لأنه على خطر من خلطتهم، ولكن إذا كانت البلد فيها مراكز إسلامية ومسلمون يستطيع أن ينضم إليهم ويتعاون معهم في الخير هذا أسهل، أسهل من البلاد التي ليس فيها أحد من المسلمين.

أما إن كان عنده علم وعنده بصيرة، ويستطيع أن يظهر دينه وسافر للدعوة إلى الله والتعليم والعمل فلا بأس، أما إذا لم يكن عنده علم يصونه من شبهاتهم فهو على خطر من شرهم ومكائدهم، فلا يذهب للعمل في بلاد الكفر؛ وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: “أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين”.

ثانياً: ينبغي عليك ما دمت أنك تعيش في هذه البلاد وتعرف خطورة العيش فيها، وقررت تركها والعيش في بلاد المسلمين الواجب عليك أن تنصح هؤلاء الطلاب الذين سيذهبون إليها للعمل فيها، وتحذرهم من الخلطة بأهلها وأنها خطيرة جداً عليكم في عقائدكم وأخلاقكم وسلوكياتكم فإذا قمت بواجب النصح فلا إثم عليك من العمل في مثل هذه المدارس ما دام أن الخدمةَ التي تقدمها للطلبة مباحة في أصلها ـ وهي كما ذكرت العمل في مجال التمريض فإنه لا إثم عليك فيما إذا وقع أحدهم في معصية من المعاصي؛ لأنك لم تعنه على تلك المعصية، وإنما أعنته على أمر مباح، وقد قال الله تعالى:{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}. {المدثر:38}.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.