السؤال رقم: (4878) : قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ) ما الحكمة أن الله نجاهم وهو يعلم أنهم سيكفرون؟
الجواب: هذه الآية التي ذكرها السائل وما كان في معناها ظاهر هذه الآيات يدل على أن استجابة الله تعالى لبعض دعاء الكافرين يكون لإقامة الحجة عليهم، أو لإظهار رحمته وفضله ومنته بإغاثة الملهوفين ونجدة المضطرين. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ) أخرجه أحمد (12140) وحسنه الألباني في “صحيح الترهيب والترغيب ” (2231).
وهذا يدل على إجابة الله لدعوة الكافر المظلوم؛ لأن الله يأمر بالعدل وينهى عن الظلم وينتصف للمظلومين وإن كانوا كفارًا لكمال عدله سبحانه وتعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى” (1/206):
” والخلق كلهم يسألون الله مؤمنهم وكافرهم، وقد يجيب الله دعاء الكفار فإن الكفار يسألون الله الرزق فيرزقهم ويسقيهم، وإذا مسّهم الضر في البحر ضل من يدعون إلا إياه فلما نجاهم إلى البر أعرضوا وكان الإنسان كفورًا ” انتهى.
ولا يلزم من استجابة الله لدعاء الكافرين حبه لهم أو إعزازه وإكرامه لهم، أو رضاه عن دينهم ومعتقدهم، بل قد يكون ذلك من استدراجهم وتعجيل الخير لهم ليذوقوا العذاب في العاقبة، فالله عز وجل لا يحب الكافرين ولا يرضى عنهم ولا عن كفرهم.