السؤال رقم: (4933) لماذا رحمة الله تخص أمة محمد فقط كما ذكر المفسرون؟ ألا يستحق بقية المؤمنون هذه الرحمة؟
الجواب: رحمة الله عز وجل العامة شملت كل المخلوقات من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فليس مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه.
وفي حديث الأعرابي الذي قال :(اللَّهمَّ ارحَمْني ومحمَّدًا ولا تُشرِكْ في رحمتِنا أحدًا) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد حظَرتَ، رحمةُ اللهِ واسعةٌ، إنَّ اللهَ تعالى خلق مائةَ رحمةٍ، فأنزل رحمةً يتعاطفُ بها الخلائقُ، جنُّها و إنسُها وبهائمُها، وعنده تسعةٌ و تسعون، أتقولون: هو أضَلُّ أم بعيرُه؟”
صححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5130).
ولما نزل قول الله تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ” قال إبليس : أنا من ذلك الشيء، فقال الله سبحانه وتعالى : “فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ” فتمناها اليهود والنصارى، وقالوا: نحن نتقي ونؤمن ، ونؤتي الزكاة ، فجعلها الله لهذه الأمة فقال: “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” وهذه هي الرحمة الخاصة يوم القيامة.
فالرحمة العامة شاملة لكل المخلوقات، وأما الرحمة الخاصة التي تكون يوم القيامة، فهي خاصة بالمؤمنين الذين يتقون الشرك، وهم المتبعون للنبي صلى الله عليه وسلم.