السؤال رقم: (5176) كيف نفرق بين قوله تعالى: “وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ” وقوله تعالى: ” وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّه”؟

الجواب: (قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ أي : بيَّنَّا لهم طريق الهدى، فالهداية هنا هداية بيان وإرشاد.؛ يعني بُيِّنَ لهم الحق ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى﴾ اختاروا الكفر ﴿عَلَى الْهُدَى﴾  أي: هداية التوفيق؛ على الاهتداء، والمعنى أنهم استحبوا العمى الذي هو الكفر على الهدى الذي هو الإسلام.

وأما قَول أهل الجنَّة ﴿الحَمد لله الَّذِي هدانا لهَذا وما كُنّا لنهتدي لَوْلا أن هدانا الله﴾ فَيحْتَمل أن يَكُونُوا أرادوا الهِدايَة إلى طَرِيق الجنَّة، وأن يَكُونُوا أرادوا الهِدايَة في الدُّنْيا الَّتِي أوصلتهم إلى دار النَّعيم وهي هداية التوفيق والإلهام ولولا هدايته لهم لما اهتدوا.

وَلَو قيل إن كلا الأمريْنِ مُراد لَهُم وأنهم حمدوا الله على هدايته لَهُم في الدُّنْيا وهدايتهم إلى طَرِيق الجنَّة لكانَ أحسن وأبلغ.