السؤال رقم (5807) كيف نرد على غير المسلمين في قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما أرى ربك إلا يسارع في هواك).
الجواب: أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول: وتهب المرأة نفسها! فلما أنزل الله عز وجل: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ {الأحزاب:51} قالت: قلت: والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. واللفظ لمسلم. فهذا هو سبب قول عائشة رضي الله عنها لزواجه من زينب رضي الله عنها. ومعنى قول عائشة ذلك: أن الله يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور، ولهذا خيره ويسارع في هواه أي رضاه، كما قال ابن حجر.
وهذا الحديث دليل على عفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم شهوانيته، لأن الله أباح له أي امرأة تهب نفسها له، وجاءه كثير من النساء وعرضن أنفسهن عليه وردّهن، فقد أخرج الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له. قال ابن حجر في الفتح: وإسناده حسن، والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له، وإن كان مباحاً له، لأنه راجع إلى إرادته لقوله تعالى (إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا). انتهى.
وأما قول عائشة رضي الله عنها فهو محمول على الغيرة، بدليل تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا.
قال ابن بطال في “شرح صحيح البخاري” (7/333) :”وفيه أن الغيرة للنساء مسموح لهن فيها، وغير منكر من أخلاقهن ، ولا معاقب عليها ولا على مثلها ، لصبر النبي عليه السلام لسماع مثل هذا من قولها ، ألا ترى قولها له: أرى ربك يسارع في هواك ، ولم يرد ذلك عليها، ولا زجرها، وعذرها، لما جعل الله في فطرتها من شدة الغيرة “انتهى.