السؤال رقم (5818) ما حكم قول أحدهم: (أنت معزوم بقصري بالجنة بإذن الله) من باب التفاؤل، وأحيانًا يقول بقصري في الفردوس الأعلى؟

الجواب: هذا القول حكمه ينبني على مقصد قائله، فإن كان قصده أن هذه الصحبة لمواظبتها على الخير ولاجتنابها للمعاصي وسفاسف الأمور، يجد نفسه وحاله معها أكثر نشاطًا إلى الطاعة والخير وأشد ابتعادًا عن الشرور والمعاصي، فيقول هذا القول قاصدًا أن هذه الصحبة تعينه على طريق الجنة؛ فهذا القول بهذا القصد لا بأس به، فلا يظهر فيه ما يعارض الشرع.

ولو قاله بهذا القصد، لكن الواقع أن صحبته متقاعسة عن القيام بشرائع الإيمان، وتحصيل أسباب التقوى، بل تلهيه عن الخير، وتشغله بما لا ينفع، وتعيقه عن المسابقة إلى الجنة؛ فيكون هذا القول في هذه الحال من باب الكذب؛ لأنه إخبار بما لا يطابق الواقع، والكذب حرمته معلومة.

لأن صحبة الجنة لا تكون إلا من أهل الإيمان والتقوى.

وأما إن كان قصده الإخبار بأن هذه الرفقة من أهل الجنة: فهذا يخشى على قائله من الوقوع في التألي على الله، والقول عليه بغير علم؛ فمن ذا الذي يعلم أصحاب الجنة، من أصحاب السعير.

قال الله تعالى: (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) الأحقاف/9. وقال الله تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم/32.

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن التسمّي بأسماء فيها تزكية لصاحبها، كَبَرة، ونحوها، فكيف الحال بمن ينادي أصحابه: صحبة الجنة، أو صحبة الفردوس، ونحو ذلك.

ومعلوم أنه من أصول أهل السنة: ألا نقطع لأحد بجنة، ولا نار إلا من جاء النص لهم بذلك.