السؤال رقم (670) : كيفية التعامل مع قريبتنا التي تتعامل بالسحر.

نص السؤال: إحدى أفراد عائلتنا (حسب علمي وحسب ما سمعته من بعض أفراد العائلة) قد اختلطت مع أفراد سيئين يمارسون السحر، وقد أصبح هناك جني تحت وصايتها. أولاً: هل هذا ممكن الحدوث؟ وهل أنا محق إذا قلت إن ذلك كفر؟ لقد أصبحت الآن مدركة لما تمارسه وتبحث عن التوبة، وتحاول أن تتخلى عن الجني حسب اعتقادي، ولكن عندما تدعو الله فقد سمعتها تطلب إجابة مباشرة لأخبار معينة وأيضاً تتشابك سبحتها مع بعضها البعض، إنني لست على إلمام دقيق بكل ما يحدث لأن هذه المرأة ليست من انجلترا وإنما جاءت للزيارة.. أريد أن أعرف هل الأحداث التي وصفتها أعلاه ممكنة الحدوث؟ وما هي النصيحة التي يمكن أن اقدمها لها للتخلص من هذا الجني إذا كانت ما زالت تمارس السحر؟ بالإضافة إلى ذلك فهي قادمة للإقامة مع أسرتي، فهل هناك أية أدعية أقولها لأحمي عائلتي من شرها؟ أو هل هناك حاجة أصلاً لحماية أسرتي؟ أرجو (إن أمكن) الإجابة قبل يوم الأحد لأنه يتوقع حضورها في ذلك اليوم للإقامة معنا.

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: اعلم أخي الكريم أن السحر ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، بل إن السحر يخرج صاحبه من ملة الإسلام لقول الله تعالى:(واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر..)(البقرة:102)، وعلى ذلك فمن تعلم السحر وعمل به فهو كافر والعياذ بالله، والنبي صلى الله عليه وسلم عده من الموبقات السبعة ومنها :{السحر..}.
وإذا كانت هذه المرأة تتعامل بالسحر فيمكن أن تكون مستعينة بالجن، أو يكون معها جني يصحبها ويساعدها في أعمال السحر، فعليكم بالأخذ بالأسباب التي تصرف شرها عنكم وأهم هذه الأسباب هو اعتصامكم بالله تعالى، وقراءة كتابه العزيز، والتحصن بالأذكار والأوراد الشرعية، ومن ذلك آية الكرسي، وفاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، والمعوذتان، وسورة الإخلاص، والكافرون وغير ذلك من الآيات الكريمات.
وإذا أردت نصح هذه المرأة فعليك بتخويفها بالله تعالى وأليم عقابه، وأن جزاء من يتعامل بالسحر نار جهنم والعياذ بالله، ورغبها في التوبة الصادقة والعودة إلى ربها، والتمسك بطاعته والبعد عن معصيته، وأن تستعين بالله تعالى وتلجأ إليه وتدعوه أن يصرف عنها هذا الجني، وأن تحافظ على الوضوء والصلاة، وقراءة القرآن والأوراد الشرعية، فإن استجابت فلله الحمد والمنة، وإن لم تستجب فيجب إخراجها من بيتكم حتى لا تسبب لكم ضرراً في دينكم ودنياكم، فإن السحرة لا يمكن أن يتعاملون بالسحر إلا إذا كفروا بالله واستعانوا بالشياطين.
فعليكم بالحذر منها قدر استطاعتكم، وعليكم بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله أن يكفيكم شرها وأن يصرفها عنكم، واعلم بارك الله فيك أن الإنس يعوذون بالجن وهذا يزيدهم رهقاً كما أخبر الله جل وعلا في قوله:(وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)(الجن:6)، كان الواحد من الإنس إذا نزل وادياً عاذ بسيد الوادي من سفهاء قومه، فيزيدهم ذلك خوفاً وضعفاً وهلعاً، ولذا فالبعد عن هذه المرأة من الخير لكم. حفظنا الله وإياكم من كل مكروه وسوء، وصلى الله على نبينا محمد.