السؤال رقم (698) : هل طلبي للرقية ينقص من توكلي، وماذا أفعل فيما يصيبني من خوف بسبب الأمراض

نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا شاب ملتزم ورزقني الله حب العبادة وقراءة القرآن والطاعة، وهذا من فضل الله عز وجل، ومشكلتي أصبت بعين ومس قبل سنتين، وتعالجت عند القراء أني أقرأ البقرة 3 مرات في اليوم مع استعمال الزيت والماء والسدر، ولي على هذا البرنامج سنتين.
سؤالي: معي صراع أن أذهب للرقاة، ولكن أحد طلبة العلم زجرني بحجة أن طلب ا لرقية فيه ضعف التوحيد وأنك لم تثق بتوكلك على الله، وأنك لم تثق بقراءتك طوال الفترة، وسؤالي: كيف احقق التوكل والثقة بالله وحسن الظن بالله، وبين الوسواس الذي يحثني على الذهاب للرقاة والتفات القلب وتعلقه بالبشر، وسؤالي الثاني: رغم عبادتي وطلب للعلم إلا أنني جزع وخواف من الأمراض وأتوقع السيء دائمًا، فأرشدونا مأجورين وجزاكم الله خيرًا.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أدعو الله لك بالثبات على دينك، وأن يزيدك علمًا وفقهًا، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين.
وثانيًا: اعلم أخي الكريم أن الله تعالى أخبرنا في كتابة أن الدنيا دار بلاء وامتحان، وأن من صدق في تمسكه بدينه نال خيري الدنيا والآخرة، ومن فرط وضيع وتنكب عن الصراط المستقيم خاب وخسر دنياه وآخرته، وما أنت فيه منحة من الله قبل أن يكون بلاء لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ )(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1/276 رقم 146)، فاحمد الله على ما أنت فيه، واعلم أن الطريق إلى الجنة يحتاج إلى صبر ومجاهدة، (وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)(البقرة:155ـ157).
فعليك أخي الكريم بكثرة قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن وخشوع ففيه الخير والهدى والنور قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الإسراء:82)، وعليك بقيام الليل وكثرة السجود بين يدي الله لسؤاله ودعائه والتضرع إليه أن يكشف ضرك، وعليك بكثرة الصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 3358)، وعليك ببر والديك والإحسان إليهما وطلب الدعاء منهما، وعليك بصلة الرحم، وعليك بحسن الظن بربك لقوله صلى الله عليه وسلم:(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني)(رواه البخاري ومسلم وغيرهما) ولتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وعليك بالصدق مع ربك في رقية نفسك بكلامه العظيم ففيه الشفاء لك، ولا تستسلم لوساوس الشيطان اللعين الذي يريد إضعاف إيمانك وإبعادك عن الطريق المستقيم، ولا حرج عليك بالاستعانة بمن تحسن بهم الظن في رقيتك، فهذا من باب الأخذ بالأسباب، وعلق قلبك بربك وتوكل عليه حق التوكل، وكن ممن قال الله فيهم:(وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)(المائدة:23).
عافاك الله من كل بلاء ومرض، وزادك إيماناً وعلماً وفقهاً، وثبتك على صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.