السؤال رقم (686) : هل يقتل الساحر؟ وما هي الكيفية الصحيحة لفك السحر؟

نص الفتوى: هل يقتل الساحر؟ أرجو تحقيق المقام، وما هي الكيفية الصحيحة لفك السحر؟ أرجو الإسهاب مع ذكر الدليل إن وجد؟

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد اتفق الأئمة الأربعة على قتل الساحر حفاظاً على أفراد الأمة ومجتمعها، وقد ورد في سنن أبي داود عن عمرو بن دينار أنه سمع بجالة يحدث عمرو بن أوس وأبا الشعثاء قال: كنت كاتباً لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس إذ جاءنا كتاب عمر قبل موته بسنه اقتلوا كل ساحر..(صححه الألباني في سنن أبي داود 3/168 برقم 3043).
فالحاصل أن الساحر حده في شريعتنا القتل، ولكن هل يستتاب أم لا؟ على خلاف بين أهل العلم ولأحمد روايتان؛ والمشهور في مذهبه أنه يقتل من غير استتابة، وبهذا قال مالك لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يستتيبوا السحرة الذين حكموا بقتلهم.
والخلاف بين الأئمة رحمهم الله هو في إسقاط الحد عند التوبة؛ أي هل إذا تاب من سحره يقتل أم لا يقتل؟ والصحيح ما ذكرناه أنه يقتل حتى وإن تاب، وذلك لشناعة فعله وتحذيراً لغيره من ارتكاب هذه الفعلة، فما شرعت إقامة الحدود إلا للحفاظ على الحياة البشرية، ولذا قال الله تعالى:[وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ..](البقرة:179) ففي قتله حياة للبشرية وتخلص من شره وتنبيه لغيره.
وقبل أن نبين كيفية حل السحر وفكه لابد أن نعلم أن الله تعالى ما أنزل من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه، وجهله من جهله، ولاشك أن السحر مرض يصاب به الإنسان جاءت نصوص السنة تبين كيفية العلاج منه، وسنذكر هنا بعض الطرق التي يمكن استخدامها في علاج المسحور ومنها:
أولاً: التوجه إلى رب العالمين الذي بيده ملكوت كل شيء، ولذا قال إبراهيم عليه السلام:[وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ](الشعراء:80).
ثانياً: التعرف على مكان السحر وإبطاله، ويكون ذلك بدعاء رب العالمين كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما سحره لبيد ابن الأعصم اليهودي، وفيه:أنه صلى الله عليه وسلم لما سُحر سأل ربه في ذلك فدُل عليه فاستخرجه من بئر، فكان في مشط ومشاطة وجف طلع ذكر، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال(رواه البخاري).
قال ابن القيم رحمه الله:فهذا أبلغ ما يعالج به المطبوب، وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ، وقد يقول قائل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دُل على السحر بطريقة الوحي، فكيف ندل عليه؟ ونقول للإجابة على ذلك قد تكون الدلالة عليه بما يلي:
(1) الرؤيا في المنام؛ فبعد أن يدعو العبد ربه بمعرفة مكان السحر يراه في منامه، وهذا من تمام رحمة الله بالعبد.
(2) أن يوفق لرؤيته أثناء البحث والتنقيب.
(3) أن يعرف مكان السحر عن طريق الجن، وذلك بالقراءة على المسحور فيتكلم الجن على لسان المريض فيعرف من خلاله مكان وضع السحر، غير أن أكثر حال الجن الكذب، فلابد من التثبت منه والتأكد لئلا يظلم أحد بسببهم.
(4) إخراج الجني الموكل بالسحر من جسم المريض.
(5) الاستفراغ.
(6) النشرة (وهي النشرة الشرعية، والمراد بها قراءة القرآن والأدعية).