السؤال رقم (684) : هل صحيح القول بأن القرآن خال من المجاز؟

نص الفتوى: هل صحيح القول بأن القرآن خال من المجاز؟

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فاعلم أخي الكريم أنه لايجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقاً، لكن هذا أسلوب من أساليب العرب استخدمه القرآن، فالمحذور تسميته مجازاً فقط وإلا فهو موجود في القرآن، وأوضح دليل على منع المجاز في القرآن أن القائلين به يقولون: كل مجاز يجوز نفيه، ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر، فنقول لمن قال: رأيت أسداً يرْمي، ليس هو بأسد، وإنما هو رجل شجاع، فيلزم على القول بأن في القرآن مجازاً أن في القرآن ما يجوز نفيه، ولاشك أنه لايجوز نفي شيء من القرآن، وهذا اللزوم اليقيني الواقع بين القول بالمجاز في القرآن وبين جواز نفي بعض القرآن قد شوهدت في الخارج صحته، وأنه كان ذريعة إلى نفي كثير من صفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن العظيم.

وعن طريق القول بالمجاز توصل المعطلون لنفي ذلك فقالوا: لا يد، ولا استواء، ولا نزول، ونحو ذلك في كثير من آيات الصفات، لأن هذه الصفات لم ترد حقائقها، بل هي عندهم مجازات، فاليد مستعملة عندهم في النعمة أو القدرة، والاستواء في الاستيلاء، والنزول نزول أمره، ونحو ذلك، فنفوا هذه الصفات الثابتة بالوحي عن طريق القول بالمجاز.

مع أن الحق الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة إثبات هذه الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه، والإيمان بها من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل، فتبين بذلك أن القرآن خال من المجاز.