السؤال رقم (211) :ما موقف الإسلام من الفلسفة؟ : 21 / 11 / 1429

السؤال رقم (211) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أنا أدرس الفلسفة وأسمع إشاعات عنها بأنها توصل الإنسان إلى الإلحاد فما موقف الإسلام من الفلسفة .. أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن المسلمين كانوا في صدر الإسلام ينهلون من النبع الصافي (الكتاب والسنة) لمعرفة أمور دينهم، واستمرت أمة الإسلام على هذا النهج والتزمت عقيدة نقية صافية حتى طرأ عليها ما يسمى بـ (علم الكلام والفلسفة) الذي يقصد به إثبات العقائد الدينية بالأدلة العقلية والمقاييس المنطقية، وقد حدث هذا الأمر في القرن الثاني الهجري تقريباً حيث ترجمت كتب الفلسفة اليونانية إلى اللغة العربية في بلاد المسلمين، وانتشرت بينهم، وقد دخل على المسلمين من هذا الباب شر عظيم وبلاء كبير.
وعلى ذلك قام أئمة أهل السنة وعلماؤها لبيان الحق ودحض الباطل، وحذروا من تلك الفلسفات تحذيراً شديداً، ونبهوا على أضرارها وأخطارها، وعلى ذلك فيجب على المسلم ترك ما فيه ضرر على دينه وعقيدته، وأما العلوم التي فيها منفعة دنيوية كعلم الرياضيات وغيره فلا بأس بالأخذ بها، وانظر رحمك الله للرازي وهو الذي وقع في تلك الفلسفات مدة طويلة يقول (لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن..).
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.