السؤال رقم (701) : أيُّ هؤلاء الناس على حق؟ وأيهم المخطئ؟

سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخبركم أنى أحبكم في الله أما بعد: نحن نعيش في مجتمع يتكون من أربع فئات فئة تقارب الـ 80% من المجتمع والفئات الثلاث الباقية تكون حوالى الـ 20% الباقية: الفئة الأولى: وهى أغلب المجتمع (80%) من المجتمع يتحاكمون إلى سوالف البادية ويتبركون بالأشجار والأحجار ويخافون القبور والأولياء ويعتقدون فى (الخرز) بأنه يشفى مرضاهم ويذهبون للدجالين والعرافين ويتشاءمون من بعض الطيور ويستهزئون بالمسلمين ويحاربون أبناءهم الذين يلتزمون بدين الله الفئة الثانية: هي فئة التزمت بدين الله ولكنها ترى أن الأصل في الفئة الأولى الإسلام وتعذرهم بجهلهم وتصلي خلف من لا تعرفه في هذا المجتمع وتأكل ذبائح من لا تعرفه ولا تكفر إلا من تعرفه بعينه وترى أن الفئتين الثالثة والرابعة خوارج. الفئة الثالثة: هى فئة التزمت بدين الله ولكنها ترى أن الفئة الأولى كافرة والفئتين الثانية والرابعة مخطئتين وليست كافرتين ولا تصلي في هذا المجتمع إلا خلف من تعرف عقيدته. الفئة الرابعة: هى فئة التزمت بدين الله ولكنها ترى أن جميع الفئات السابقة كافرة فهى تكفر الفئة الثانية لأنهم لا يكفرون الكافر وتكفر الفئة الثالثة لأنها لا تكفر الفئة الثانية التى هى فى نظر الفئة الرابعة كافرة. أرجو أن تفتونا أيُّ هؤلاء الناس على حق؟ وأيهم المخطئ؟ وجزاكم الله خيراً

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالأصل فيمن يشهد أن لا إله إلا الله الإسلام، ولا يجوز أن يُكَفَّرَ أحد إلا إذا جاء بناقض من نواقض الإسلام وأقيمت الحجة عليه أما أن ينشغل الناس بالتكفير فهذا شأن الخوارج والعياذ بالله.
وعلى المسلم أن يعالج أخطاء إخوانه بالأسلوب المناسب، ولْيحذرْ مما يوغر الصدور ويسبب العداوة، ولْيدعُ إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وبهذا يُعلَم أن الفئة الثانية مصيبة من جانب، مخطئة من جانب فالأصل في المسلمين الإسلام، والصلاة خلف من يعلن إسلامه، وإني أحذّر هؤلاء من الانشغال بأخطاء الآخرين، والحكم عليهم، والدخول إلى نياتهم فرب العباد أعلم بالنيات، والناس يعاملون على ظواهرهم، ورسولنا صلى الله عليه وسلم_ كان يعامل المنافقين معاملة المسلمين وهو يعلم أنهم منافقون، ولكنه يشرّع لغيره، ومتى انشغل المجتمع بالتكفير، والحكم على النيات ضعف الإيمان، وقلَّ العمل، وكثر الهرج، وعظمة الفتنة، والسعيد من يسلم في هذه الفتن، ولا ينسب له قول بالحكم على الآخرين.
وما وقع في كثير من الشباب من عظائم الأمور إلا لتساهلهم في هذا الأمر، وإصدارهم الأحكام على الناس دون الرجوع إلى أهل العلم المعتبرين. أسأل الله أن يهدي ضالَّ المسلمين، وأن يردهم إلى الحق ردًّا جميلاً. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
6-8-1425