السؤال رقم (807) : ترك الصلاة بالمسجد من أجل الاكتتاب بالبنك.

نص الفتوى: كنت في أحد البنوك للاكتتاب في إحدى شركات الأسهم، وكان البنك مزدحم فحان وقت صلاة المغرب، فأغلقت أبواب البنك ولكي لا يذهب مكاني في الصف لم أذهب أنا ومجموعة معي للصلاة في المسجد، فأقيمت الصلاة وصلينا داخل البنك في أماكننا، فهل تصح صلاتنا؟ وهل يجوز للموظفين في البنك تأخير الصلاة حتى ينتهوا من إكمال طلبات المراجعين مع العلم بأن بعض الموظفين لم يصلوا إلا بعد انتهاء وقت الدوام الرسمي، فما نصيحتك لهم؟

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: اعلم أخي الكريم أن ما ذكرته ليس عذراً يسوغ لك ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد، بل الواجب عليك أن تبادر إليها مع إخوانك المسلمين في بيوت الله عز وجل لقوله تعالى:[فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ](النور:36،37)، ولقوله تعالى:[وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ] (البقرة:43)، ولكن ما حدث منك وممن معك من عدم الذهاب للمسجد لأداء الصلاة إنما هو وسوسة من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ومن ضعف الإيمان وقلة الخوف من الله عز وجل.
وعليك بطاعة الله تعالى والحرص عليها، والمؤمن الصادق يحرص على ما يرضي ربه عنه ويعلم أن أي شيء في هذا الكون لا يكون إلا بأمره، والخير كل الخير في اتباع أوامر الله وأوامر رسوله “، وأما صلاتكم فهي صحيحة مع الإثم الواقع من ترك الجماعة.
وأما بالنسبة لترك الموظفين في هذا البنك للصلاة في وقتها من أجل العمل فهم مخطئون وعليهم أن يتدبروا قول الله تعالى:[فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً] (مريم:59) فعليهم بالتوبة من هذا العمل وليحرصوا على الصلوات في وقتها لقول تعالى:[حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ](البقرة:238)، وليتذكروا قول الله تعالى:[مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ] (الحاقة:28،29).
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد