السؤال رقم (804) : النوم عن صلاة الظهر والعصر.

نص الفتوى: فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الطيار ـ حفظه الله ـ: أنا شاب أصلي الفجر في جماعة في المسجد ولله الحمد، ثم أنام تاركاً لصلاة (الظهر والعصر)، وأستيقظ منتصف العصر، ثم أصلي الظهر والعصر معاً، وهذا عملي دائماً في الإجازة الصيفية، ما حكم عملي أفيدوني مأجورين؟ والله يحفظكم.

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن التهاون بالصلاة من المنكرات العظيمة، ومن صفات المنافقين الذميمة، قال تعالى:[إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً](النساء:142)، وقال النبي : (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعملون ما فيها لأتوهما ولو حبواً)(متفق عليه)، فالواجب عليك أخي الكريم المحافظة على جميع الصلوات الخمس في أوقاتها، وأدائها في بيوت الله ولا يجوز ترك الصلاة إلا من عذر، وأنت تعلم أن الله تعالى أمر بها، وبالمحافظة عليها، قال تعالى: [حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى] (البقرة:238)، وقد حذر النبي  من ترك صلاة العصر بقوله:(من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)(رواه البخاري)، وأنت إذا قصرت في الأخذ بالأسباب من أجل الاستيقاظ لأداء الصلوات في وقتها فهذا ينم عن ضعف إيمانك وبعدك عن الله، فيجب عليك المبادرة إلى أدائها وعدم التقصير فيها، واعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة الصلاة، فمن قام بها كما أمره الله قبلت منه، وإن قصَّر في أدائها نال الجزاء العادل من ربه، كما قال تعالى:[فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ](الماعون:4، 5)، وقوله تعالى:[فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً](مريم:59)، فهل تحب أن تكون من هؤلاء؟ وأن تعذب بسبب تفريطك في أدائها؟ لا أظن ذلك، فأوصيك أخي الكريم بتقوى الله تعالى في صلاتك، وأن تحافظ عليها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، واعلم أنه كلما حرصت على طاعة الله والالتزام بأمره ونهيه حل عليك الخير والفضل والإحسان من ربك، وكانت الصلاة بالنسبة لك قرة عين، فاحرص على كل ما يقربك إلى الله، وابتعد عما يسخطه عنك تنال السعادة في الدنيا والآخرة.
واحذر من السهر الذي هو السبب في عدم القيام للصلاة، واعلم أنه إذا ترتب عليه ترك الصلاة حَرُم، وتذكر أن الصحة والعافية عارية من الله فمن شكرها وقام بما أوجب الله عليه تحقق له ما يريد في الدنيا والآخرة، ومن فرَّط وقصَّر وضيَّع أمر الله وجد الضيق والضنك، واشتدت عليه الحياة، وفقك الله لكل خير، وأعانك على طاعته، ويسر لك سبل الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.