السؤال رقم (838) : غسل الرأس عند الاحتلام والجنابة.

نص السؤال: كثيراً ما أتعرض للاحتلام الذي يستوجب علي الغسل من الجنابة، وكيفية الغسل أعلمها ولله الحمد، ولكن بالنسبة للشعر فهل يجوز لي أن أغسله بطريقة التخليل بمعنى أن أبلل يدي بالماء وأغسل به شعري من الجذور وحتى الأطراف وأوزعه على شعري كله بدلاً من الإفاضة، أي أن يكون مبلل لا غارقاً بالماء وذلك لأن شعري طويل وكيف نوعاً ما، مما يعرضني للضرر كألم بالرأس، وعدم جفافه سريعاً مما يعرضني للإحراج، فقد نقول لي استعمل مجفف كهربائي ولكني ألاقي منه أضراراً كتساقط وتقصف للشعر، وإذا كان جائز فهل يجوز ذلك للمتزوجة، والسؤال الآخر: ما الحكمة من غسل الشعر عند الغسل من الجنابة؟

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الشريعة الإسلامية جاءت للتيسير على العباد، قال تعالى:(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(الحج:78)، لذلك فإن الغسل من الجنابة يكفي الإنسان فيه أن يعمم جسده كله بالماء ولو مرة واحدة، فهي تجزئه، وأما تخليل الشعر عند الغسل من الجنابة فهو لا يجزيء لأنه في الغالب أن الماء يصل إلى بعض الشعر وليس كله، والطريقة التي تذكرينها فيها مشقة عليك، فالواجب على المحتلم أو الجنب أن يقتدي بنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة أنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أشد شعر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة والحيضة؟ قال لها صلى الله عليه وسلم:{إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين}، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى التخفيف في غسل الرأس من الجنابة أو الاحتلام، فبدلاً من نقض شعر رأس المرأة فيكفيها صب الماء عليه ثلاث حثيات لأن في نقضه مشقة عليها.
وأما الحكمة من غسل الشعر عند الغسل فقد قيل: أن المني يخرج من جميع الجسد، وقد قيل:{تحت كل شعرة جنابة}، وقد شرع ذلك الحكيم العليم الذي شرع لعباده ما ينفعهم. فالأولى للمسلم والمسلمة أن ينقادوا لأوامر ربهم وأوامر رسولهم صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(الأحزاب:36)، فالاستسلام لأوامر الشرع الحنيف فيه الخير والصلاح للعباد.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.