السؤال رقم (870) : حكم استصحاب الأولاد إلى المسجد.

فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يا شيخ أثابك الله عندي ولد يبلغ من العمر ثمان سنوات ونصف واصطحبه معي إلى المسجد ولكنه كثير الحركة حتى إن جل صلاتي أقضيها في مراقبته و عند ما يتحرك أو يلتفت في الصلاة أضغط عليه برجلي أو أدفعه في كوعي . بل إني أكاد أدعو عليه لأني إن تركته في البيت أخاف من الله وإن أخذته أشغلني والمصلين علماً بأن حركته كثير حتى خارج المسجد أسأل الله له الهداية و جميع المسلمين .

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالعناية بالأولاد وتربيتهم من أوجب الواجبات وعلى الوالدين الصبر والتحمل في سبيل إصلاح أولادهم والله جل وعلا يقول: ( قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) التحريم: 6 ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : {مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع}
وأنت عليك بالحرص والمتابعة وأخذ الولد إلى المسجد ووضعه بجوارك ونصحه وتوجيهه قبل دخول المسجد وفي المسجد وبعد الخروج منه. وأما حصول العبث منه فهذا أمر عادي لكن مع التوجيه والأخذ بيده يكف عن مثل هذا واحذر من الدعاء عليه فهذا خطأ بل ادع له بالهداية والإصلاح والاستقامة فصلاح الأولاد من أعظم النعم على الوالدين، قال صلى الله عليه وسلم {إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له}.
وعليك بمراقبته ومتابعته ولكن دون أن تتحرك أو تشير له وهو في مثل هذا السن غير مؤاخذ لكن أمره وتعويده على الصلاة من باب التربية والتعليم وضربه بعد العاشرة ضرب تأديب وتعليم وليس ضرب عقوبة ولهذا لو مات قبل أن يبلغ فإنه لا يحاسب عن تركه للصلاة لأنها غير واجبة عليه في مثل هذا السن.
وفقك الله لكل خير وأصلح لنا ولك النية والذرية وصلى الله وسلم على نبينا محمد.