السؤال رقم (892) : حكم تأخير صلاة الظهر لحين القيام من النوم.

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ هل يحق لي أن أُأَخر صلاة الظهر لحين الاستيقاظ من نومي الساعة الثانية ظهرا بالرغم من وجود من يوقظني حين دخول الوقت وهل ما سمعته أنه يحق لي تأخيرها صحيحاً؟ بارك الله فيكم وزادكم علما وعملاً.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام وحمة الله وبركاته، وبعد:
فالصلاة شأنها عظيم، وقدرها جليل، وهي ثاني أركان الإسلام العظيمة، وهي عمود الدين، وهي الفيصل بين المؤمن والكافر، وقد أمر الله عز وجل بالمحافظة عليها وإقامتها على الوجه الذي أمر به، قال تعالى: [وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين](البقرة)، وقال تعالى:[حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين](البقرة).
ومن أخر الصلاة عن وقتها فقد وقع في صفة خطيرة من صفات المنافقين، والتي ذكرها الله في كتابه فقال تعالى:[وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا](النساء)، وقال تعالى: [فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا](مريم). قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: أنهم لم يضيعوها بالكلية إنما أخروها عن وقتها.
لذلك فلا يجوز لمسلم أن يؤخر أي صلاة من الصلوات الخمس عن وقتها إلا من عذر شرعي، ومن فعل ذلك فهو آثم ويخاف عليه من النفاق، وقد وقع في كبيرة من كبائر الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى إلا بالتوبة والمحافظة عليها، فليحرص المسلم على الصلاة وليعلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن قبلت قبل سائر عمله وإن ردت رد سائر عمله، وأما من قال بجواز تأخيرها عن وقتها فهذا لا يؤخذ بقوله، بل هو مردود عليه لورود النصوص الصريحة الصحيحة الدالة بالأمر بالمحافظة عليها.
وأما تأخير صلاة الظهر إلى الساعة الثانية ظهراً فهذا داخل في وقتها لأن وقت صلاة الظهر من زوال الشمس إلى مصير ظل كل شيء مثله، فإن كان الذي يؤخر الصلاة امرأة فلا حرج عليها، وإن كان رجلاً ويجد معه جماعة يصلون ولا يترك الجماعة المعتادة فلا حرج عليه أيضاً لكن المحذور هو تأخيرها عن وقتها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.