السؤال رقم (750) : ما هي حقيقة خبر العثور على قزم من يأجوج ومأجوج بين العراق وإيران ؟

السلام عليكم … نشر في الآونة الأخيرة خبر العثور على قزم بين العراق وإيران سؤالي ما حقيقته حيث يظن الكثير بأنه يأجوج أو مأجوج، وما حكم نشره؟ وأخت لي نشرته وأحست بالندم ما الذي عليها فعله في حال كون نشر المقاطع غير الجائزة؟ عبر ألوتس أب وجزاكم الله خيرا.

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكل ما أخذ به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخبار الغيب والتسليم لذلك وعدم رده، ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان، وقد ورد خبرهم في القرآن والسنة ومن ذلك قوله تعالى في سورة الكهف [ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً * كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً…] إلى آخر الآيات.

وأما السنة فقد روى مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ, حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ, قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا, فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ, وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ, حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ, قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى, وَاسْتَثْنَوْا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ, فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ).

وعلى ذلك فإن يأجوج ومأجوج لن يخرجوا إلا إذا أذن الله لهم، وتتابعت العلامات الكبرى للقيامة، وأما ما يقال أو ينشر حول العثور على قزم منهم فهذا مناقض للحقيقة، وهو من الإشاعات الكاذبة والتلبيس على الناس، وعلى المسلم أن يتحرى الصدق والحق في كل شؤونه ولا يصدق تلك الأراجيف التي يتقاذفها الجهلة من الناس، وأن يحرص على العلم الشرعي الذي يبصره بالحق، وألا ينشر شيئاً دون التأكد من صدقه، ومن وقع في ذلك عن جهل فعليه بالتوبة والاستغفار وأن يقوم بتكذيب ما نشره بين الناس ليسلم يوم العرض على الله، يوم تشهد الجوارح بما فعلت، ومنها اليد بما كتبت، واللسان بما نطق. أسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.