السؤال رقم (749) : مصاب بحديث النفس ومبتلى به فماذا أفعل ؟

بسم الله الرحمن الرحيم.. والدي العزيز رفع الله شأنك وقدرك.. يعلم الله العلي القدير أني مصاب بحديث النفس ومبتلى به وما تركت شيخاً إلا واستفتيه في كل أمرٍ حصل لي.. كنت سابقاً أصلي أحيانا ركعتين قبل النوم لله شبه يومياً وبحكم أن لدي وساوس بالطلاق وجدت نفسي وأحدثها وفرضت علي أن أصلي يومياً قبل النوم وإلى الآن لم أحنث لي قرابة سنه تقريباً ولا أذكر هل تلفظت بالطلاق أم لا وقد سالت شيخاً سابقاً وقال لا تلفت، صرت الآن أخاف أن أصلي الضحي يومياً وتصبح علي أمراً إجبارياً مثل الركعتين اللاتي إلى الآن لم أحنث فيها خوفاً من وقوع الطلاق.
وأيضا إلى الآن لم اشرب مشروب البيبسي تراودني أفكار أني حلفت بالطلاق ويعلم الله أني أتألم حينما أريد أن أشربه ولكن أجد نفسي تقول أني حلفت بالطلاق ولي قرابة سنة وأكثر من ذلك لم أحنث
-وإن كنت أصلي وأنا أذكر الله سواء كانت قراءة الفاتحة أو لا أجد نفسي أو فكرة برأسي تقول أن أصلي السُّنَة من بعد الفرض وإن لم أصلي يقع الطلاق أو علي الطلاق وكل هذي أفكار برأسي ذهبت لطبيبين ووصفوني بأني مصاب بالوساوس فوق الفتاوى.
– إن ضاع شيء أجد نفسي إن لم أجد هذا الشيء فمعناه وقع الطلاق – ووالله ثم والله لا استطيع رمي أي شيء وحتى وإن كانت قمامة أخاف إن رميتها أجد نفسي تقول أنه يقع الطلاق
– وإن أردت شراء شيء أجد نفسي تقول لن اشتريها إلا بهذا السعر وإلا يقع الطلاق –
– والله ثم والله جعلت ولدي يأكل من لقمة من خبز أصابه عفن لأني كنت أحدث نفسي إن لم يأكلها يقع الطلاق فأكلته وأنا أحس بالندم خوفاً من وقوع الطلاق.
– وإن قلت لنفسي أن أذهب مجرد قلت كلمة لن يخطر ببالي أن لن معناه الطلاق –
وإن أردت الذهاب إلي مكان ثم تراجعت عن الذهاب يخطر ببالي أني حلفت بالطلاق.
(باختصار أصبحت حياتي كلها شكوك أني حلفت بالطلاق حتى وان لم يكن هناك حديث نفس أو لم يكن حلف بالطلاق). حتى وإن حلفت بيني وبين نفسي بالطلاق مجرد حديث نفس وقت الحنث أجد نفسي تصاب بالشك هل تلفظت أم لا؟ هل كانت نيتي الطلاق أم لا؟ أذهب إلى أغلب الظن وأكفر يميناً من باب الاحتياط حتى وإن كان حديث نفس.. صرت أعيد الصلاة مرة ومرتين وثلاث خوفاً إن صلاتي تكون غير صحيحة وأيضا الوضوء مرة ومرتين وثلاث تراودني شكوك كثيرة..وإن أردت فعل شيء وتراجعت يخطر ببالي فكرة الطلاق وسبق أن ذهبت للعلماء وشرحت لهم وقائع مشابهة لها فقالوا لا تلفت لها.. أنا أخاف من الطلاق حتى وإن تكلمت مع زوجتي ومرت بيننا كناية من كنايات الطلاق يخطر ببالي شك أنه طلاق وبالأصل لا نية لي بالطلاق وإن كلمة عابره وتكون من ضمن الكنايات.. إن حلفت بكلمة والله لن افعل كذا وكذا وكذا يخطر ببالي كلمة والله تكون حلفاً بالطلاق.. وإن سألني أحد كيف حال أهلك أجد لفظة الطلاق تريد الخروج من لساني وإن أردت فعل أي شيء أجد الحلف بالطلاق تريد أن تخرج من لساني وأنا كاره لها أنا لا أريد الطلاق والله وتالله حتى وان كان حديث نفس أحاول بقدر المستطاع إني لا أحنث وان حنثت أصيب بهمٍ وغمٍ وحزن.. أنا ما قدرت أقاوم هذا المرض اللئيم والله أحاول جاهداً أن أخرج من هذه المصيبة لم أجد حلاً استخدمت الأدوية التي وصفها لي الأطباء لم أحس بشيء أو تغيير أنا أحاول القرب إلى الله أكثر وكل ما قربت من صلاة أو صدقة أو صيام أخاف إني أحلف بالطلاق من الكرعتين السابقتين إلى الآن لم أحنث أخاف تكون إجبارية ومثل شرب البيبسي إلى الآن نفسي تريد الشرب وأخاف أثناء الشرب أعتبر حانثا حتى وإن كان هناك شاكاً باليمين.. فأرجوكم أفتوني.. دخيل الله ثم دخيلكم أريد أن أعاشر زوجتي بالحلال.. والله إني أريد أن أنجب منها أولاد وأخاف إن يكون وقع الطلاق.
وللعلم كل ما استفتيت عن حادثة أجد حادثة أخرى على سبيل المثال أنا استفتيت عن مسألة وأفتاني الشيخ بالوساوس وعدم وقوع الطلاق.. لم أرتاح وأذهب لشيخ آخر وهكذا على هذه الطريقة.. وذهبت لعالمين وجهاً لوجه وقالي أحدهم حتى وإن نطق لسانك بهذا لا يقع الطلاق ولكن سؤالي لهم في وقائع مشابهة لها أنا أبريت ذمتي بسؤالك يا شيخ صلاح.. وأسال الله لي ولكم الهداية والرضا من الرحمن.. ابنك أبو عبد الرحمن أصبحت حياتي كلها جحيم وشك كل شي أصبح إما معلقاً بالطلاق أو شكوك بذلك أنا تعبت نفسياً أنظر لزوجتي بعين الشفقة ولأولادي الذين ما لهم ذنب وما هو العلاج بارك الله فيك.. أنا أبرأت ذمتي وجزاك الله خيرا وأسال الله بأن لا يحرمك الأجر.

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإذا كنت تعلم من نفسك أخي الكريم أنك تسمع لهذه النصيحة التي أكتبها لك فبادر إلى العمل بها كي يعينك الله على ما أنت عليه، فالنفع والضر من الله وحده، قال تعالى{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الأنعام: 17)، ومن ذلك:
1ـ أن تكثر من قراءة القرآن بتدبر وخاصة في الأوقات التي لا يشغلك فيها أحد، كما بين الأذان والإقامة في المسجد، أو بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة العصر، أو غير ذلك مما تراه مناسباً لك.
2ـ قراءة بعض الكتب الشرعية، في التفسير، والحديث، والتوحيد، وكتاب رياض الصالحين، ففي هذه الكتب وغيرها خير كثير.
3ـ أن تحافظ على الصلاة في المسجد، وتكثر من النوافل في البيت، مع الإلحاح على الله تعالى بأن يصرف عنك ما أنت فيه، فالدعاء عبادة عظيمة جليلة يحبها الله جل وعلا وأمر بها، قال تعالى { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..}(غافر:60)، وقال صلى الله عليه وسلم(الدعاء هو العبادة)(رواه الحاكم بسند صحيح، وقال عنه الألباني حديث حسن صحيح).
4ـ إشغال وقتك بما ينفعك من العمل الصالح وذكر الله تعالى، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فهو السبب الرئيسي فيما أنت فيه، قال تعالى { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(الأعراف: 200).
5ـ اعلم أنك إذا صدقت مع الله في حسن الظن به، وقوة التوكل عليه فسيعينك، ويصرف عنك تلك الوساوس والخطرات.
أسأل الله جل وعلا أن يقوي إيمانك، وأن يصرف عنا وعنك نزغات الشيطان ووساوسه، وأن يوفقنا وإياك للعمل الصالح الذي يرضيه عنا.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.