السؤال رقم (1818) : ما حكم التجارة عن طريق التسويق الشبكي ؟

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي الكريم أرجو الإفادة عن تسويق عصير أساي عن طريق التسويق الشبكي بمعنى عند عرض الموضوع على عميل واشتراكه لبيع السلعة لا يستطيع بيع المنتج إلا من خلال شخص مسجل سابقا في الشركة وبالتالي يصبح لي نقاط ومع زيادة هذه النقاط يكون لي ربح معين هذا ما فهمته . وهل التسويق الشبكي يختلف عن التسويق الهرمي.

 

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أما بعد:
فأولاً: المعروف عن مثل هذه الشركة أنها شركة مختصة بتسويق أنواع من عصير الفاكهة الذي ذكره السائل ، وتقوم هذه الشركة ببيع هذا المنتج عن طريق مناديب ،وطريقتهم في البيع هي طريقة التسويق الهرمي وهو معروف لدى أغلب الناس وطريقته هو أن يقوم شخص بعرض عمل عليك وعندما توافق تكون مندوباً ضمن هذه الشركة ولا يمكن أن تكون مندوباً للشركة إلا من شخص آخر يدعوك وعندما تُدخل شريكاً وتعمل تأخذ على كل بيعة مائة ريال ويأخذ من دعاك نصيباً من بيعتك حتى لو كان جالساً في بيته , وعندما تأتي بشخص أخر تأخذ نصيباً والذي دعاك يأخذ أيضاً ولها حسابات خاصة وكلما اجتهدت في دعوة الناس كلما زادت ارباحك من تحتهم . ولكل مجتهد نصيب (وأقصد بالاجتهاد هنا قدرتك على دعوة أشخاص يكونون تحتك في الهرم ).
وجملة ما ذكرته عن هذه الشركة لا يخرجها من دائرة النظام التسويق الشبكي، لأن الزبون عندما يأتي بغيره لا يأخذ عمولة وتنتهي المسألة كما هو الحال في السمسرة الجائزة، وإنما يسجل ذلك الزبون في شبكته، وهذا النظام يتضمن إعطاء عمولات للعميل مقابل البيع الذي تم عن طريق الآخرين لمجرد اشتراكهم عن طريقه، وهذا غير جائز، لأن أخذ العمولة إنما يكون مقابل ما يبذله الإنسان من جهد، وبعض من سجل في شبكته ممن جاء بهم من جاء به لا يعلم عنهم شيئا ولا جهد له في إعلامهم وإقناعهم. كما أن غالب المتعاملين مع تلك الشركة ونحوها لا غرض لهم في السلع، وإنما هدفهم هو الحصول على المال المبذول مقابل طلب الزبائن الجدد، ثم هم قد ينجحون في ذلك فيأخذون مالاً مساوياً لما دفعوه من رسوم اشتراك أو يزيد، وقد لا يحصلون من ذلك على شيء، وهذا هو الميسر بعينه، فهذه معاملات دائرة بين الغنم والغرم والسلعة فيها مجرد وسيط لا أثر له.
وبالتالي، فلا يجوز الاشتراك في مثل هذه الشركة وفق ذلك النظام المحرم ـ سواء سمي نظاما شبكيا هرميا، أو سمي بغير ذلك ـ إذ المعتبر وجود علة التحريم فيه ـ كما بينا. فالعبرة ليست بالمسميات والمصطلحات، وإنما بالحقائق والمعاني.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.