السؤال رقم (513) : حكم الشرع في العمل في البنوك الربوية. 30 / 12 / 1428

يا شيخ ما هو الحكم الشرعي في العمل في البنوك الربوية لأن أخي متخرج إدارة أعمال منذ 4سنوات ولم يجد عمل وقدم أوراقه في جميع الوزارات ولكن لم يتوفق في عمل إلى الآن، وقبل 3 سنوات من الآن وجد عمل في إحدى البنوك الربوية في بلادي براتب 7000 ريال سعودي ولكنه رفض هذا العمل لعل الله يوفقه في عمل أخر ولكن انقطعت به السبل ولم يجد عمل في أي وزارة والآن قد مرت عليه 4 سنوات وهو يبحث عن عمل وقبل شهر وجد وظيفة في نفس هذا البنك ماذا يفعل هل يقبل هذا العمل ……………….. أفيدونا جزاكم الله كل خير ؟؟

الرد على الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي أختي الكريمة أن الله تعالى أمرنا بطاعته والانقياد لأمره وفي ذلك الخير كله لنا، قال تعالى[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً](الأحزاب). وعلى ذلك فلا يجوز لأخيكِ العمل في أي بنك يتعامل بالربا لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله [وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ](المائدة)، ولما فيه من الربا الصريح الذي نهى الله تعالى عن التعامل به، قال تعالى[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ](البقرة)، وقال صلى الله عليه وسلم (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه) ثم قال (هم سواء) أي في الإثم (رواه مسلم).
وعليه أن يجتهد بالبحث عن عمل ليس فيه معصية ولا شبهة، وأن يبذل وسعه في ذلك فإن لم يجد بحث عن أي عمل آخر حتى وإن كان في غير تخصصه كالتعامل في التجارة ففيها خير وبركة، وأما موضوع الخبرة فماذا عساه أن تنفعه إن كانت عن طريق معصية الله تعالى.
ووصيتي له بتقوى الله تعالى والحرص على طاعته، ولزوم أمره، واجتناب نواهيه، ففي ذلك الخير له في العاجل والآجل، وأوصيه باللجوء إلى الله ودعائه فخزائنه ملىء لا تغيض، وأذكره بقول الله تعالى [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..](الطلاق). أسأل الله تعالى أن ييسر له الخير وأن يمن عليه بالرزق الحلال الطيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. ـ