السؤال رقم (3202) : تنازل لزوجته عن البيت وبعد موتها يريد أخذه…

السلام عليكم فضيلة الشيخ ربما سؤالى يطول وأرجو أن أجد لديكم رحابة صدر تكفى لقراءة سؤالى والاجابة عليه بشكل واضح إذا طلق الرجل امرأته وأثناء الطلاق تنازل لها عن البيت والأولاد وهى فى المقابل تنازلت له عن كامل حقوقها في المؤخر وربما بعض المقدم أو كله وحدث أن الزوجة انتقلت إلى الرفيق الأعلى بعد الطلاق بعشرين يوما مما يترتب عليه حرمان مطلقها من الميراث وأصبح المنزل من حق الأبناء ولكن الوالد يصر على أحقيته فى هذا المنزل بحجة أنه اشتراه من ماله الخاص والأبناء يعلمون علم اليقين بأن شرط الطلاق بين والدتهم ووالدهم هو تنازل الوالد عن المنزل مقابل تنازلها عن المؤخر ورفضوا أن يسجلوا المنزل باسمه محتجين بأنه ليس له حق فيه . أحد هؤلاء الأبناء وهو أكبر الذكور بالنسبة لهذا الرجل يسألنى بأن والده غاضب عليه وأنه لن يسامحه ولن يرضى عنه الا إذا تنازل هو وإخواته وأخيه عن المنزل لصالحه فهذا الشاب والبالغ من العمر عشرون عاما يخشى من غضب الله جراء غضب والده عليه مع العلم بأن والدهم تزوج من امرأة أخرى وأسكنها مع أبنائه فى بيتهم فهذا الشاب لا يمانع فى زواج والده فى نفس المنزل الذى ورثوه عن أمهم ولكنه يرفض رفضا قاطعا التنازل عن هذا المنزل لصالح والده وكذلك أخواته اللاتى يطعنه فى هذا الأمر فهو يسأل ويلح فى السؤال هل عليه من حرج فى عدم طاعة والده فى هذا الأمر وهل والده محقا فى كثرة سبابه ولعنه له بسسب رفض هذا الشاب التنازل عن حقه الشرعى فى ميراث والدته وتحريضه لأخواته بعدم التنازل عن هذا البيت ؟ أرجو من فضيلتكم التكرم والاجابة عن هذا السؤال بشكل واضح وأتمنى من أخوانى فى باب الفتاوى أن يرسلوا لى اجابة هذا السؤال على بريدى الخاص ولو أمكن الاجابة فى أسرع وقت وجزاهم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرد على الفتوى

يقول صلى الله عليه وسلم: “المؤمنون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً، أو حرم حلالاً”، ويقول: “إن أحق ما أوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج”.
وهذان الزوجان ما داما اتفقا على أن المرأة تتنازل عن حقوقها لدى زوجها، وهو يتنازل عن البيت والأثاث فلا يحل لهما ولغيرهما الإخلال بهذا الاتفاق، وكون الأب يسعى لأخذ البيت بعد موت المرأة لا يحل له ذلك فهو حق لأبنائها، ولا حرج على الأولاد في وفائهم لوالدتهم وإن لم يرض أبوهم لكن عليهم بملاطفته، ودفع من يخوفه بالله، ويحذره من مغبة أخذ هذا المال الذي لا يحل له، ومع النصح والتوجيه سيتبين له الأمر، ويعود إلى رشده بإذن الله.
فاحرص أخي الكريم على حفظ حق إخوانك وأخواتك، ومع ذلك احرص على بر أبيك، وملاطفته، ومع النية الصادقة، والعزيمة، والمداومة يتحقق لك الخير إن شاء الله.