السؤال رقم (3195) : هل من حق والدي أن يرفض زواجي بدون سبب شرعي؟ هل من الممكن أن أسقط ولايته وأوكل غيره ليزوجني؟ وهل يعتبر هذا عقوق؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, تقدم لخطبتي شاب مصري وأنا بحرينية والشاب ملتزم وعلى خلق والكل يشهد له بذلك ويعمل في وظيفة محترمة, ولكن أبي رفضه لأنه مصري وربما يأخذني للسفر معه إلى مصر, مع أن الشاب وعد أبي بأنه سيعيش في البحرين ولكن أبي لم يصدقه ويرفض مقابلته رفضا تاما ولا يريد حتى فتح باب النقاش معه, والمشكلة أيضا أن والدي لا يريد أن يزوج بناته لأني عندما اتصلت به وأخبرته بأن هناك شاب تقدم لخطبتي أجاب بالرفض قبل أن أذكر له جنسيته, وتقدم لأختي شاب آخر ورفض والدي بدون أن يعرف حتى اسمه. والدي عنده أفكار سيئة عن الشعب المصري ويؤكد لي أن الشاب سيجعل حياتي جحيما بدون أن يعرفه بسبب كثرة رؤيته للأفلام والمسلسلات, وقد حاولت أنا والشاب المصري لمدة سنة مع والدي فقط ليوافق على مقابلته ولم يوافق واتخذ منهج المماطلة والتلذذ في تعذيبنا, ولما الشاب يكلمه يقول له سأفكر وطبعا يخبر أمي بعدها بأنه مستحيل يقابله. بالبداية قام الشاب بمقابلة والدي في المسجد ولكن والدي لم يعطي له بالا أو أهمية وقرر من أول ما رآه في المسجد بأنه لا يرتاح له وأن شكله عنده مصلحة معينة. أمي كانت موافقة بالبداية تقول أنه ما دام هناك توافق بينكم فلا مشكلة عندها وهذا الكلام تقوله أمامي ولكن من خلفي تخبر أخواتي بأن حظ أختكم سيء الأفضل أن ترفضه وتنتظر لما يتقدم لها رجل من بلدها, وحاولت أمي مع والدي وكانت تكلم الشاب وتعده بأن تحاول ولكن فجأة انقلبت علينا وبدأت في تحريض والدي على الرفض وطبعا والدي فرح لأنها صارت معه. وستتعجبون من سبب انقلاب أمي لقد رأت الشاب ولم يعجبها شكله, تقول صغير (عمره 25 سنة) وضعيف البنية وليس بوسيم الخ من الأسباب التافهة. والعجيب أن والدي لم يواجهني قط بالتكلم في هذا الموضوع إلا إذا كلمته بنفسي وطبعا يكون الكلام بالهاتف لأنه بالمواجهة يصد عني ويتكبر, ودائما يقول لي أنتي تريدينه خلاص اذهبي وتزوجيه!!.. وكان لا يخبر أحدا إذا اتصل به الشاب لأن الكل موافق عليه ولا أحد يوافقه وكان دائما يقول لا تتكلمون في الموضوع السكر يرتفع عندي ويتظاهر بأنه متعب, ولكن لما صارت أمي معه صار يشكو لها كلما كلمته أنا عن الشاب أو كلمه الشاب, وتشتغل أمي علي بالكلام الذي يجرح القلب ويتعب النفسية ويسبب لي الاكتئاب وتقول لي أنتي فتاة غير شريفة وتشك فيني وتقول كلام فاحش عني وأمام اخوتي, وكلما رددت عليهم بآية أو حديث إما أن يسكتون ويتهموني بقلة الأدب لأني أرد عليهم بحديث أو آية أو يقولون الواجب عليك أن تطيعي والدك ووالدتك ومن حقنا أن نرفض وأن نختار لك, وبدلا من أن يستدلون بالقرآن والسنة يستدلون بفلان فعل وفلان قال وفلان حصل له كذا. وكلمه صديق للشاب المتقدم لي وحاول ومعه ليقابل الشاب وطبعا قال له أنا هالأيام مشغول بس إن شاء الله أقابلكم لما أخلص من أشغالي وطبعا سأله صديق الشاب هل تستطيع تحديد موعد فقال والدي لا انتظروني لما أنتهي من أشغالي, دائما يماطل ولا يكون واضحا ويكره تحديد المواعيد ويريد الخلاص من المتكلم بأي طريقة حتى لو على حساب نقض الوعود.
كلمنا أحد علماء الدين المشهورين ليفهم والدي بأن ما يفعله حرام في حقنا وظلم لنفسه وأن لابنته حقوق
وعليه واجبات تجاها, وقام هذا العالم بالاتصال لوالدي ولما سأله لماذا ترفض هذا الشاب ولماذا تمنعهم من
الحلال لم يتجرأ أن يقول بان السبب أنه ليس بحريني لأنه يعلم أن هذا كلام جاهلي وهذه هي المصيبة يعرف الحق ولكنه يتكبر ولا يريد لأحد أن ينصحه, والغريب في الأمر أنه وعد الشيخ بأن يفكر بالموضوع ويعيد حساباته فاتصل له الشيخ مرة أخرى وقال له والدي لا زلت أفكر وإن شاء الله ما يحصل إلا الخير, وطبعا ما كان والدي يخبرني أن الشيخ اتصل له ولكنه يخبر أمي وأمي تخبر أختي وأنا طبعا مضطرة أسأل أختي إذا سمعت شيء لأن طبيعتها لا تتكلم إلا إذا سألها أحد, ويبدأ الموال من جديد وكلام أمي الجارح وتقول كيف ترضين على والدك أن يكلمه شيخ ويقول له افعل كذا ولا تفعل كذا, ولما حفظ والدي رقم الشيخ على موبايله بدأ في عدم الرد عليه وطبعا أمي هنئته على هذا الموقف, أحرجنا أمام الشيخ واعتذرنا له. في النهاية كلمه الشاب وتأسف له وقال له حاول أن تراني وبعدها أحكم علي وطبعا قال والدي سأفكر والشاب قال له متى سترد علي قال له والدي لن أتأخر عليك في الرد ولكن لا ترسل لي من يكلمني ولا حتى الشيخ الموضوع بيني وبينك, وطبعا مر شهر واتصل الشاب في والدي مرة ثانية وقال له أبي أنا لم أفكر بعد!, فقال له الشاب أنت تفكر منذ سنة وهذا كله يضيع من عمرنا فقال له والدي هذا لا يهمني وقال والدي أيضا بالنسبة للسنة التي يفكر فيها بأنه لا مانع من أن تكون سنة واثنين وثلاثة! مرضت لمدة أسبوعين من الهم والغم وحتى الدكتور قال لي إن مرضك من كثرة التفكير ووالدي كان موجود معي وكان يضحك ويقول أعرف أن ما بها من كثرة التفكير! واتصل له الشاب مرة ثالثة وقال له أحاديث وآيات وقال له الله يقول في كتابه\”فلا تعضلوهن\” حرام عليك يا عمي فقال والدي أدري أن الله قال هذا الكلام! يعني والدي يدري ولكن لا يوجد تطبيق إنما يطبق هواه فقط ويقول له الشاب ارحم ابنتك على الأقل وانظر لحالها وحالي ليس أفضل منها فقال له والدي أنت السبب في ذلك وأنت تحرضها علي وأنا أبوها. هذا بعض من المصائب التي كان يفعلها والدي معنا والتي أذكرها لأن من كثرتها لا أتذكر. سؤالي: أريد أن أعرف هل من حق والدي أن يفعل كل هذا وان يرفض بدون سبب شرعي؟ هل من الممكن أن أسقط ولايته وأوكل غيره ليزوجني؟ وهل يعتبر هذا عقوق؟ 

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فعليك ببر والدك، والحرص على ملاطفته فحقه عظيم مهما كانت تصرفاته تجاهك، واحرصي على أن يتدخل من أقاربك من يساعد في الموضوع ومع المعاملة الحسنة لوالدك، وكثرة بره، وكثرة الدعاء يتيسر أمرك، ولكن إذا سدت في وجهك السبل، وتأكد لك، ولإخوانك، وأقاربك أن ما يفعله الوالد مع العضل المحرم وأنه من غير سببٍ مقنع فلا مانع ممن عرض الموضوع على أحد أقاربك الموثوقين ليتولى هذا الأمر، ويناقش الوالد، ويطلب منه نقل الولاية، ويشير إلى عضل أبيك لبناته، لكن احرصوا ألا يتم ذلك إلا بعد استنفاذ الأسباب في إقناع أبيك؛ لأنه سيترتب على نقل الولاية أمور أخرى قد لا تحسبون لها حساباً. وفقك الله لكل خير، ويسر لك الزوج الصالح، وشرح الله صدر أبيك؛ للموافقة على زواجك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.