السؤال رقم (3223) : ما هي الطريقة الصحيحة لفهم الإسلام؟وكيف نحصن الشباب ضد الأفكار المنحرفة؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد. لدي بعض التساؤلات التي أرجوا من فضيلتكم الإجابة عليها : 1_ ماهي المنهجية العملية الصحيحة لتعلم الإسلام وفهمه بشكل صحيح وسطي معتدل من غير تطرف ولاغلو وعن كيفية تطبيقه في نفسي والتعايش به مع المسلمين بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية وعقائدهم ومناهجهم وأساليبهم من غير صدام وكذلك الاتجاهات الفكرية الأخرى ممن يخالف الإسلام بوجه الخصوص وكل من يخالف الإسلام من أي ديانة أخرى أو بلا دين بما يرضي الله ورسوله وذلك في مدينتي وفي مجتمعي على وجه الخصوص وفي غير مجتمعي من المجتمعات الأخرى الإسلامية وغيرها بوجه العموم؟ 2_ ما هي المنهجية الصحيحة في الدعوة إلى الله التي تؤدي إلى نهضة الأمة ؟وكيفية تعلمها وفهمها وممارستها بالشكل الصحيح في العصر الحالي والواقع؟ وماهي المنهجية الصحيحة أو الأقرب للصواب في صناعة الشباب المسلم ؟أو إعادة صياغة الشباب المسلم مما يجعل له دور فعال في نهضة الأمة ونصرة الإسلام وما الذي يحتاجه ؟وكم من الوقت يتطلب هذا ؟وهذا خاصة لشباب الأمة في هذه المرحلة للذين في المرحلة العمرية مابين 15_30 سنة؟ 3_ ماهي المنهجية الصحيحة لبناء الثقافة الإسلامية ؟ولبناء فكر إسلامي صحيح على هدي النبي صلى الله عليه وسلم لشاب عادي يبلغ من العمر 23 سنة ؟وكيفية المحافظة على هذا الفكر من التشويش أو الاختراق من قبل أفكار أخرى هادمة لهذا الفكر(أي حصانة فكرية)؟ 

الرد على الفتوى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأفضل ما اكتسبته النفوس، وحصلته القلوب، ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، هو: العلم والإيمان، ولهذا قرن الله بينهما في قوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) [المجادلة: 11].
فالعلم حياةٌ ونور، والجهل موتٌ وظلمة، والشر كله سببه عدم الحياة والنور، والخير كله سببه النور والحياة، ولا بد من حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله _تعالى_، والعمل به، وإحياء الشريعة، وتنوير قلبه، وتحلية باطنه، والقرب من الله _تعالى_ يوم القيامة، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه، وعظيم فضله.
ولا بد من الجد والاجتهاد في طلب العلم فالمكارم منوطةٌ بالمكاره، والسعادة لا يعبر إليها إلا عن جسر المشقة، وسفينة الجد والاجتهاد.
وأعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة، والفهم عن الله ورسوله، وأقرب الوسائل ملازمة السنة، والوقوف معها في الظاهر والباطن، ودوام الافتقار إلى الله، وإرادة وجهه وحده بالأقوال والافعال، وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة، وما انقطع منه أحد إلا بانقطاعه عنها، أو عن أحدها.
وإذا أردت الحياة الكريمة، والتعايش مع الناس فعليك بسلوك سبيل المؤمنين، والسير على منهج رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وخلفائه الراشدين، وسلف الأمة، واحذر من الأهواء، والولاءات لغير الله، ورسوله، والمؤمنين، وادع إلى الله على بصيرةٍ بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولين الجانب، وعدم التعنيف، واللوم، والتوبيخ، ولتبدأ بالأهم فالأهم، ولتتحين الفرص، والوقت المناسب للدعوة، وكذا المكان المناسب، وصدق الله العظيم: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل: 125]، وقال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) [فصلت 33].
وليحذر الداعية من الدخول في النيات، أو التعرض للأشخاص مما يؤثر على دعوته، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: “ما بال أقوامٍ يقولون كذا، ويفعلون كذا” دون تصريح، أو تجريح.
فالنقد العلني، وبيان المثالب، والعيوب أمام الناس على الملأ مما يشحن القلوب، ويقسيها، ويبعدها عن الله، والدار الآخرة. وإذا أحسن الداعية فتح قلوب الشباب، وكان قدوةً حسنةً لهم استطاع أن يصل بهم إلى بر الأمان، وأكمل الهدي في ذلك: هدي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الذي وصفه ربه بأنه: رؤوفٌ رحيمٌ بهذه الأمة، وأنه على خلقٍ عظيم.
فلنقتدي جميعاً برسولنا صلى الله عليه وسلم، ولنحذو حذوه، ولندعو الناس حسب هديه في ذلك؛ ليتحقق لنا، وللمدعوين الخير، والصلاح بمشيئة الله _تعالى_.
وفقك الله لهداه، وجعل عملك في رضاه، ونفع بك، وبدعوتك البلاد، والعباد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.