السؤال رقم (3236) : والدهم ترك لهم تجارة وعقارا فاختلفوا…

بسم الله الرحمن الرحيم نحن إخوة ورثنا عن والدنا رحمه الله ميراث تجاري وعقاري ولكن المشكلة هي؟
1_ الإخوة القائمين على التجارة استولوا على كل شي من تجارة سيارات أموال إيجارات وكذا الوصاية الغير قانونية للمحلات العقارية لنا.
2_ يوجد ثلاثة إخوة موظفين أنا من بينهم لم يعطونا أي شي بحجة أننا موظفين ولسنا محتاجين لشيء.
3_ لنا الأن ما يقارب السنتين ونحن غير متفقين حتى أن الإخوة التي بيننا انتهت بالرغم من أننا وصلنا إلى المحكمة والنتيجة كانت الاعتداء علينا بالضرب والتشهير بين الناس بشتى الإهانات وغير ذلك.
السؤال هو: مارأي الشرع والقانون في ذلك ؟ 

الرد على الفتوى

لقد جاء الإسلام بأعدل الشرائع وأقومها ومن ذلك أمر الشارع الحكيم بالعدل في تقسيم المواريث، وحدد الأشخاص المستحقين لها، وحدد نصيب كل فردٍ بحسب ما جعله له من ميراث، كما قال تعالى: (يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) [النساء: 11]، وقد أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالعدل بين الأولاد في حياة والدهم بقوله: \”اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم\” [متفق عليه]، فهذه الحقوق تكون أكثر تأكيداً ووجوباً بعد وفاة والدهم، فعلى هؤلاء الإخوة أن يتقوا الله _جل وعلا_ في حقوق إخوانهم، وعليهم أن يقسموا الميراث بين إخوانهم، ومن لهم حقٌ فيه من الورثة، وليعلموا أن أخذ مال الورثة بدون وجه حق _ وبالٌ عليهم في الدنيا والآخرة، وهو من أكل المال بالباطل؛ لقوله تعالى: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 188]، وهو من الظلم الذي حرمه الله _تعالى_؛ لما روي عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى أنه قال: \”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا..\” [صححه الألباني في مشكاة المصابيح]، وماذا يغني عنهم ما أخذوه إذا أتوا يوم القيامة وقد ظلموا إخوانهم وغيرهم ممن يستحقون الميراث فيقول كل واحدٍ منهم: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) [الحاقة: 28_29]، وليتذكروا قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
فعليهم بالرجوع إلى ما أمر الله _تعالى_ به، وليحرصوا على رد حقوق الورثة من قبل أن يتخطفهم الموت فيتحسروا، ويندموا على تفريطهم في أوامر الله _تعالى_.
وعليك أخي الكريم بإدخال من تتوسم فيهم الخير للإصلاح بينكم عسى الله _تعالى_ أن ييسر ذلك، وإياك وقطع صلة رحمك من أجل ظلمهم لك، ولكن عليك بصلتهم، والتودد إليهم؛ طاعةً لربك، واقتداءً برسولك صلى الله عليه وسلم، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: \”لا يدخل الجنة قاطع\” [متفق عليه] أي: قاطع رحم، وعليك بنصحهم، وتذكيرهم بالتي هي أحسن عسى الله _تعالى_ أن يهدي قلوبهم، ويوفقهم للخير.
أصلح الله أموركم، وجمع شتاتكم، ووفقكم لكل خير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.